الحدث:
الجزيرة – وكالات : قالت المعارضة السورية الأحد إن مقاتليها صدوا هجوما للقوات النظامية على مدينة يبرود بريف دمشق وقتلوا عددا كبيرا من عناصرها
الميزان:
الوضع في سوريا سياسيا بالدرجة الاولى :قتال النظام لن يستطيع كسر الثورة وعقارب الساعة لن تعود للوراء، والثوار لا انتصار لهم الا بتوحيد الكلمة وانشاء قيادة مشتركة.
والسؤال المطروح : لماذا لا يتحد الثوار او الكتائب مع ان هدفهم واحد هو اسقاط من قتل أبنائهم واغتصب نسائهم وهدم بيوتهم ؟
القضية هي سياسية بامتياز، فهناك كتائب عاهدت الله على الاخلاص الى ما يرضاه وهي الكتائب المخلصة والفاعلة على الارض، ولكن مشكلتها لا يجمعها ربط قيادي قوي (كأن يأتي الامر من قيادتها فيكون الالتزام حتمي). وكتائب علمانية تنادي بالديمقراطية والمدنية ولا تدري فكرياً ماذا تقول، وقياداتها عرضة للبيع والشراء و للرضوخ للضغوط الدولية، ولا تختلف عن النظام او الدول المحيطة به فهي تارة تنسحب وتارة تقاتل واذا لم يبقى ذخيرة تنتظر. اما النوع الثالث فهي الكتائب التي تلبس لباس الاسلام ولكنها علمانية في كل تحركاتها لا تحمل اي رؤية سياسية واضحة تهادن ثم تنفض تقاتل ثم تنسحب.
الان كيف ستجتمع هذه القيادات في قيادة واحدة ؟ ما هي القاعدة الفكرية التي يمكن ان تجمعها ؟ سؤال كبير هل هي المصلحة والمال هل هي الديمقراطية هل هي الولاء للغرب ؟
والجواب هو اسهل مما يتخيله المرء، لا يمكن جمع هذه القوى الا على اساس الاسلام فكرا مستنيرا واعطاء القيادة السياسية لمن يؤمن بالله واليوم الاخر وان يكون اقامة الخلافة على منهاج النبوة هو غايتهم .
اما النظام وحزب ايران وخونة الامة من حكام و ضباط جيوش تنظر الى ما يجري ولا يهتز لها طرفة عين، فما يجمعهم هو المصلحة والعبودية التامة للقيادة التي تهيمن عليهم وللدول الفاعلة في السياسة الدولية يخضعون للضغوط خوفا على ما هم فيه من عظمة الحكم والتحكم بالمال والعباد يسيرون تابعين لما يفرض عليهم من الادارة الامريكية مسلوبين السيادة والارادة.
السياسة الامريكية فشلت في السيطرة على الثورة ( ادارة الازمة السورية حسب تعبيرها ) وما تقوم به حاليا هي الاوراق الاخير وها هي قد اعادت الملف السوري الى مجلس الامن. تعطي السلاح والمال والذخير ليتحرك عملاء من هنا وهناك لقتل العباد وهي مدركة ان كل هذا لن يأتي لها بما تريده من الهيمنة على ما افلت من يدها. وها هي وقد اعادت الملف السوري الى مجلس الامن تدور سياستها في حلقة مفرغة.
ندعوا الله العلي القدير ان يهدي الله عباده في ما يرضى به و ان يسدد الله ليس رمي الثوار فحسب، بل صواب الراي وجمع الكلمة.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
ابو فارس الشامي
الأربعاء 19 ربيع الثاني 1435 هـ الموافق 19-2-2014م