الحدث:
لندن ـ “راي اليوم”: عرض الدكتور كمال اللبواني المعارض السوري وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري مبادرة للحوار والتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، وطالب تل ابيب بالتدخل العسكري المباشر لدعم المعارضة السورية لإسقاط النظام، واقامة منطقة حظر جوي في جنوب سورية.
وتساءل في حديث مطول مع صحيفة “العرب” الصادرة في لندن الجمعة “لماذا لا نبيع قضية الجولان في التفاوض فذلك افضل من ان نخسرها ونخسر معها سورية الى الابد”، وقال عندما اطرح موضوع الجولان فانا ابيع ما هو ذاهب سلفا قضية الجولان سنخسرها مع الزمن لو استمرت الامور بهذا الشكل، ولو تقسمت سورية، لعشر سنوات قادمة فلن تجد احدا يطالب بالجولان”.
ويرى اللبواني ان اسرائيل دولة توسيعية، وهذا صحيح ويتساءل “ولكن ما هي القدرات التوسعية لإسرائيل”؟ ويجيب “عدة قرى حول القدس؟ اجزاء من وادي عربة؟ ولكن انظر الى القدرات التوسعية الايرانية التي تصل الى اليمن وسورية ولبنان والعراق والبحرين وبقية دول الخليج.
الميزان:
طوال اربعين سنة ويزيد حافظت عائلة الأسد على استقرار وأمن (إسرائيل) وظلت جبهة الجولان اكثر الجبهات أمنا واستقرارا فلم تطلق ولا رصاصة واحدة من النظام السوري مدعي الممانعة في سبيل الدفاع عن هضبة الجولان او في محاولة لاسترجاعها، بل على العكس اقيمت في هذه الهضبة المنتجعات السياحية وصارت وجهة لليهود فاطمأنت "اسرائيل" بعائلة الاسد وجهودها على رأس الحكم في سوريا . واليوم ونحن ندخل العام الرابع من ثورة الشام التي اثارت قلق الكيان الصهيوني فقام بالضغط على الولايات المتحدة الامريكية لتخفيف الضغوطات عن بشار الاسد تخرج علينا اصوات من الائتلاف الوطني السوري هذا الائتلاف الذي ولد عميلا خانعا متواطئا تخرج علينا اصوات تريد ان تزايد على انجاز بشار في حفظ امن "الكيان الصهيوني" لعلها تحظى بدعم يوصلها لكرسي الحكم بعد فشلها في تحقيق أي موطئ قدم على الاراضي السورية .
إن الائتلاف منذ أن تمخض عن المجلس الوطني السوري بحرص أمريكي على انشائه كان متخليا عن كل رغبة شعبية بل كان المستقبل لكل المشاريع الغربية ليحاول تطويع الثورة السورية، فهو الذي جاء ليطالب بدولة مدنية ديمقراطية فرفع لوائها وادعى زورا وبهتان أنها اهداف الثورة السورية ومطالبها في حين كانت الاصوات ترتفع في الداخل مطالبة بتحكيم شرع الله وبدولة خلافة اسلامية تقطع مع الماضي وتأسس لاستقلالية حقيقية من النفوذ الاجنبي، كما أنه لم يستحي بأن يفاوض نظام الأسد في جنيف 2 وهو نظام قدم لثورة الشام عشرات الالاف من القتلى والمعتقلين والمشردين وقام بكل انواع الجرائم والمذابح وقصف شعبه ببراميل المتفجرة والكيمياوي وغيرها من الغازات السامة وشعب سوريا يأبى الا الاطاحة بهذا النظام واسقاطه عن بكرة ابيه برموزه واجهزته وانظمته لا يساوم في هذه المطالب ولا يحيد عنها .
ورغم هذا الارتماء في احضان أمريكا والغرب وجد الائتلاف نفسه عاجزا على مجاراة نسق الثورة والثوار ولم يكف الدعم الأمريكي المرتعش في ترجيح كفة الائتلاف، فقام هذا الأخير في ذكرى الثورة بنزع ورقة التوت الاخيرة التي كانت تستر عورته بخطوة رعناء تملئها الخيانة والتنكر لهذه الأمة ولدينها ولقضاياها المركزية فعرض عضو المكتب السياسي كمال اللبواني بيع هضبة الجولان لكيان يهود مقابل دعم هذا الاخير للائتلاف لكي يعتلي سدة الحكم . وصرح بلهجة يملئها الذل والهوان وبأسلوب أقل ما يقال فيه أن خزي وعار بأن الجولان ستخسره سوريا لا محالة وبرر للكيان الصهيوني احتلاله في مقارنة خبيثة دنيئة بالنفوذ الايراني في المنطقة.
ونحن نقول للبواني ومن ورائه الائتلاف السوري إن الأمة على ما فيها من تأخر وابتعاد عن هدفها.. وانشغال عن قضيتها المصيرية فإنها لم تعرف بالتصريح ولا بالتمليح وقاحة مثل الذي تتفوه به هذا الائتلاف وان ارض الجولان ليست ملكك يا لبواني ولا ملك ابيك ولا ملك الائتلاف حتى يعرضها للبيع ويتفاوض حولها باسم سوريا أولا والأمة الإسلامية ثانيا وإن ثورة الشّام والله لهي الكاشفة الفاضحة لكل عميل متصهين باع دينه بلعاعة من الدنيا لن يصيبها وان دعوتك للكيان اليهودي للقيام بحظر جوي والمساعدة لإسقاط النظام لهي دعوة الى هلاكك وهلاكه لا محالة، فإن الثوار الصادقين المخلصين في الشّام يسقطون النظام واعينهم على القدس فما بالك لو جاء محتل القدس الى عقر دارهم فلا نرى لهؤلاء وعملائهم من بني جلدتنا الا الهزيمة النكراء والزوال المحقق واذا ارادت (إسرائيل) ان تسارع في ملاقاة حتفها واعلان سقوطها فلتأتي الى الشّام.
إن الحماقة السياسية والجشع والطمع لهؤلاء المتزعمين للائتلاف ستهوي بهم الى مكان سحيق ولعل حبال مشنقة الثوار اقرب لهم من منالهم ورغباتهم، وها هو الشعب السوري اليوم يرى حقيقة هذه الطبقة السياسية العلمانية مرة اخرى، بيع للبلاد والعباد والقضايا وتجاوز لكل الخطوط الحمراء واستهتار بكل مقدسات الأمة الإسلامية وحرماتها . ولا يسع لشعب الشّام الأبي إلا أن يرفض هذا الائتلاف، بل لا يسعه سوى محاربته وطرده من الشّام بمجالسه المدنية والعسكرية وبكل اعوانه ومن يدعو اليه ويلتف حوله . وحسبكم يا اهل الشام ثلة واعية صادقة تعيش همومكم وتشارككم شهدائكم وافراحكم ومآسيكم دمها دمكم وعرضها عرضكم لا تبيع ولا تخون ولا تبدل عسى أن يجعل الله الفتح والنصر على أيديكم وأيديهم وأن يمن على ثورة الشّام بفرج من عنده يفرح به المؤمنون ويباغت الكفار والمنافقين، يقول الله تعالى:
((لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) (الأنفال 37)
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حبيب خطاب
الأثنين 14 من جمادى الأولى 1435هـ الموافق 15-3-2014م