press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

صورة واتساب بتاريخ 1447 06 12 في 23.35.34 ed7cc863

 
#الحدث:
قامت قوّةٌ تابعةٌ لكيان يهود فجرَ يوم الجمعة 28/11/2025 بالتوغّل داخل بلدة بيت جنّ في ريف دمشق لاعتقال عددٍ من الشبان، إلّا أنّ بعض المجاهدين في القرية تصدّوا لهم وأجبروهم على الانسحاب بعد إيقاع عددٍ من عناصرهم بين قتيلٍ وجريح.

#الميزان:
لم تتوقّف عملياتُ توغّل كيان يهود منذ قرابة عام، بُعيد سقوط نظام المجرم بشار وتحرير كامل التراب السوري، إذ دخلت قوّاته لتنشئ منطقةً آمنة انطلاقاً من هضبة الجولان المحتلّ، حيث احتلّت قمّة جبل الشيخ وعدداً من القرى والبلدات في القنيطرة وصولاً إلى ريف دمشق.
ومع التوغّلات المستمرّة رافق ذلك اعتقالُ عددٍ من الشباب السوريين الذين كانت قوات يهود تعتبرهم يشكّلون خطراً محتملاً عليها، مع هاجسٍ من تكرار مشهد طوفان الأقصى من الطرف السوري.
غير أنّ اقتحام بلدة بيت جنّ هذه المرّة لم يسر كما أراد الكيان؛ فقد واجهت دوريته مقاومةً شرسة وحوصرت لأربع ساعات، ما اضطره إلى استخدام سلاح الجو لإخراج المحاصرين. وخرج جنوده يجرّون أذيال الخيبة مع قرابة عشرين جريحاً وأنباء عن قتيلين، وتركوا خلفهم آلياتٍ وذخائر، خاصة بعد تدفّق المقاتلين من القرى المجاورة المتشوّقين لمواجهة كيان يهود، وهو ما تهفو إليه قلوب المجاهدين في الشام لولا الاتفاقيات الأمنية المذلّة والسعي الدولي لجرّ الإدارة السورية الحالية نحو التطبيع مع الكيان المجرم.
خرجت الحشود الشعبية بعد صلاة الجمعة في مختلف المدن السورية من دمشق إلى حلب وحمص وحماة واللاذقية، تطالب بمواجهة الكيان وترفع رايات التوحيد، وتهتف بالهتافات الإسلامية، لتؤكّد أن النفس الثوري ما زال متقداً، وأن الأمة مستعدة لمواصلة الثورة الإسلامية لإقامة حكم الإسلام وتطبيق الشريعة، والسير بجحافل المجاهدين لدحر قواته حتى تحرير فلسطين.
كما أكّد المتظاهرون استعدادهم لمواجهة فلول النظام في الساحل والسويداء ومناطق قسد، الذين يستقوون بكيان يهود وأمريكا. وقد قال أحد المتظاهرين في إدلب مخاطباً العلويين: "سنأتيكم بجيشٍ أوّله عندكم وآخره في إدلب"، في تمثّل لاستنهاض المعتصم قبل فتح عمورية.
أمّا الإدارة السورية الجديدة فلم ترقَ إلى مستوى خطاب الشارع، إذ صدر عن وزارة الخارجية بيانٌ هزيل، ثم جاء تصريح مندوب الإدارة في الأمم المتحدة إبراهيم علبي ليكشف حجم الهوان حين قال إن الرد العسكري المباشر على إسرائيل "ليس خياراً حالياً حفاظاً على مكاسب في العلاقات الدولية"، وإن سوريا مستمرة بالالتزام باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن، زاعماً أنّ هذا "يزعج (إسرائيل) أكثر من الرد العسكري".
فتأمّلوا كيف يُراد تصوير الهزيمة على أنها نصر، وكيف يُدّعى أن المناورات السياسية التخديرية تُرهق الكيان أكثر من المواجهة العسكرية! ومنذ متى يُهزم المعتدي بالشجب والتنديد والتواصل مع الدول الداعمة له؟!
وزاد في قوله: "لا اتفاق أمنياً مع (إسرائيل) قبل وقف الاعتداءات، ونفاوض من منطق قوة"، وكأنّ مشكلتهم مجرد تكرار الاعتداءات التي لم تتوقف في فلسطين منذ مئة عام، فكيف ستتوقف في سوريا؟!
إنّ التعامل مع الكيان لا يكون إلا بمواجهته عسكرياً، وهذا مطلب الأمة في الشام وفي العالم الإسلامي أجمع. ولسنا نرجو من الإدارة السورية الحالية تحركاً عسكرياً، فهي أثبتت في عامٍ كامل فقدانَ الإرادة وارتهانَ قرارها للتوجيهات الخارجية والأمريكية. لذلك، فإن الواجب اليوم على المجاهدين الصادقين والثوار في سوريا أن يقولوا كلمتهم، وأن يحشدوا إمكانياتهم للاستعداد للمعركة القادمة لا محالة؛ فهم أهلها وبُذورها، وقد أثبتوا قبل عام أنهم نعم الرجال بعد أن أكرمهم الله بنصره فحرروا سوريا خلال أيام معدودة، وهم قادرون بإذن الله على دحر كيان يهود وإعادة أمجاد الإسلام وانتصارات حطّين من جديد.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا 
أحمد الصوراني