الحدث:
وكالات- قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث مع قناة سي بي اس الأمريكية ..." لا يمكن لمزارعين وأطباء أسنان لم يسبق لهم أن حاربوا، أن يتغلبوا على نظام الأسد والمجموعات الجهادية ...لقد قضينا الكثير من الوقت ونحن نعمل مع المعارضة المعتدلة في سوريا، إن "فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة والتالي فإنه بكل الاحوال الفراغ سيكون موجودا".
وفي تصريح آخر لقناة CBC | جيمي كارتر: ﻻ حل في مقارعة اﻻرهاب إﻻ بالتعاون مع الرئيس اﻻسد . ولقد أخبرت اﻻدارة اﻻميركية بأن ﻻ تتدخل في سوريا.
الميزان:
منذ بداية الثورة في سوريا كانت سياسة الإدارة الامريكية في التعامل معها والهادفة إلى احتوائها وإجهاضها سائرة ضمن مسارين اثنين:
الأول: مسار البطش والإجرام والقمع والذبح والتنكيل ووكلت لهذا الأمر عميلها المباشر بشار الأسد وجعلت له من يعينه ويمده بشرايين الحياة كروسيا وإيران.
واما المسار الثاني: فهو مسار الاحتواء والاستدراج وتولت هذا المسار بنفسها مع بعض الدول الأوروبية الأخرى وبعض دول الإقليم كتركيا وقطر والسعودية.
فلطالما كانت الإدارة الأمريكية تطل كل فترة وتدلي بتصريحات تدعي من خلالها وقوفها إلى جانب الثورة ورفضها لممارسات نظام الأسد، وتقدم من المساعدات ما تذر به الرماد في العيون من مساعدات غير فعالة هي في ظاهرها دعم للثورة وفي حقيقتها شراء للولاءات وسطو على استقلالية القرار الثوري وصب للماء فوق نار الثورة المتقدة في نفوس أهلها بغية تبريدها ومحاولة إطفاء جذوتها، ومنع للثورة من التقدم فيما هو خارج عن مخططاتها والتي كان ينفذها في كثير من الأحيان من هم إخوتنا دون وعي على مايفعلون ,ظانين ان في مثل هذا استجلاب لدعم أمريكي موعود يسقط النظام.
وحين كانت أمريكا توضع على المحك وتطالب بالدعم الفعال من العدة والعتاد كانت تتحجج بحجج واهية للتملص كتشتت المعارضة وهم أشد العاملين على تشتيتها وحجة خشيتهم من وقوع الأسلحة المقدمة في أيدي جماعات (متطرفة). وهي بذلك كانت تماطل لتحتفظ بأوراق ابتزاز تستخدمها كلما استشعرت تسارعا في مسار الثورة نحو إسقاط النظام فتزج بأوراقها هذه لإعادة الثورة إلى المسار الذي يخدم رؤيتهم للصراع.
أما اليوم وبعد تصريح أوباما فإنه قد أحرقت تلك الأوراق أمام الأبصار وعلى رؤوس الأشهاد، فامريكا لم تعد تقدر على احتواء الثورة مع حركة الفكر الإسلامي التصاعدية والوعي السياسي المتنامي والذي حاولت كثيرا خداعه والالتفاف عليه فنجحت قليلا وأخفقت كثيرا حتى أصابها التعب، فانتقلت إلى مواجهة صريحة ومباشرة مع المسلمين في الشام بعد أن أعلنت (استحالة وجود معارضة معتدلة تسقط الأسد).
فهي ستزيد في قادم الأيام دعمها للأسد كوكيل حصري للإدارة الأمريكية في سوريا في حربها على الإسلام وأهله أجمعين وإن حصرت الحرب إعلاميا ضد تنظيمات معينة لكن هذا من سبيل تضليل الرأي العام فحسب.
إن المسؤولية العظمى اليوم تقع على كاهل قادة الحراك الثوري في سوريا وقد قطع أوباما حبال الكذب والوهم الذي كان يبيعه في سوق الثورة فلا مناص اليوم من إخلاص الاعمال لله بعد أن أخلصت النوايا...ولابديل عن التزام أحكام الله في كل الشؤون وتوحيد الصفوف على ما يرضي الله سبحانه وتعالى وحده لنكون في خندق واحد في مواجهة أعداء الإسلام استجلابا لنصر الله .. فلا مجال لخلط الخبيث بالطيب فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا خالصا بينما الغرب خبيث لا يقبل إلا خبيثا خالصا.
قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
الأثنين 25 شعبان 1435هـ الموافق 23-06-2014م