الحدث:
تناقل عدد من وسائل الاعلام خبر اعلان قيام الخلافة الاسلامية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وذلك عبر تسجيل صوتي للناطق الرسمي باسم التنظيم أبو محمد العدناني. حيث ادعى أن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق والشام قد توفرت فيها مقومات الخلافة الاسلامية.
الميزان:
لا يخفى على أحد كم عانى المسلمون، بعد أن استطاع الغرب الكافر القضاء على دولتهم وإقامة أنظمة ظالمة جائرة سامت المسلمين سوء العذاب. كما لا يغيب عن أي ناظر إلى أي مدى وصلت الدعوة إلى إقامة الخلافة. وكم هم المسلمون تواقون لسماع ذلك النبأ العظيم، نبأ إعلان دولة الخلافة الاسلامية، والعيش في ظل حكم الله عز وجل. فالحمد لله قد بات ذكر الخلافة على كل لسان، وبات حديث الحوارات والنقاشات. إلا أنه وقد سمعنا نبأ إعلان خلافة اسلامية، فكان لا بد من الوقوف عند هذا الحدث وقفة ترضي الله عز وجل، وقفة نقول فيها الحق لا نخشى في الله لومة لائم .
فهل حقا, هذه الخلافة التي نعمل لأجلها ؟ وهل هذه الخلافة التي وعدنا الله بها وبشرنا بها الحبيب المصطفى ؟؟ وهل حقا توفرت مقومات الدولة ؟؟ وهل هذه الخلافة التي يخشاها الغرب ؟؟
إن واقع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، لم تتوفر فيها مقومات دولة. وليست العبرة بمساحة المكان التي تسيطر عليه ولا بالقوة التي تمتلكها فحسب، بل بمقومات الدولة المحددة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. حيث أنه لا بد من ان يكون أمانها بأمان المسلمين داخليا وخارجيا، بحيث يكون بغلبة الظن قادرة على حماية المسلمين في الأرض التي تسيطر عليها، وتكون هذه القوة اسلامية بحتة. إضافة إلى أنه يجب أن يكون الاسلام مطبقا كاملا في هذه الدولة، سواء داخليا أو خارجيا أو في مجال الاقتصاد او التعليم وغيرها. وهذا ما ذكره الفقهاء في شرطي دار الاسلام، وهما الأمان والحكم. بحيث يكون الحكم بما أنزل الله والأمان أمان المسلمين. وهذا ما لم يتحقق في المناطق تحت سيطرة تنظيم دولة العراق والشام. لأنه لا يمكن للتنظيم تحقيق الأمان للمسلمين في مناطقه كما أنه لا يملك تصورا للحكم بما أنزل الله سواء داخليا أو خارجيا. لذلك فإن إعلان التنظيم للخلافة لم يغير شيئا من الواقع الذي يعيشه المسلمون سواء تحت سيطرته أو خارجه.
أيها المسلمون: إن الخلافة ليست شعارات ترفع فحسب، ولا مسميات تطلق. ولو كانت كذلك فقد حاول بعض حكام المسلمين الالتفاف على الأمة من قبل بمثل هذه المسميات. فهذا ملك المغرب يسمي نفسه أمير المؤمنين، وغيره ممن سمى دولته اسلامية وهي لا تعرف للإسلام طريقا ولا مسلكا.
أما وأنه قد أصبحت الخلافة حديث الناس، بل وأصبحت مطلبا للأمة حقيقيا. كما لا يمكن حجب تلك الشمس الساطعة، كذلك لا يمكن إنكار هذه الحقيقة. فإننا نقول أيها المسلمون سيروا على طريقة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، وأقيموا دولتكم دولة الخلافة الراشدة، التي ستكون باذن الله منارة للعالم، وستكون قاهرة لاعداء الدين حافظة لدماء المسلمين وأعراضهم، تسير بجيوشها للجهاد في سبيل الله لتحرر العالم أجمع من رجس الرأسمالية، وتنقذهم من ظلم الديمقراطية إلى عدل الاسلام وما ذلك على الله بعزيز.
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ))[سورة النور: 55].
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
الجمعة 6 رمضان 1435هـ الموافق 04-07-2014م