نشر موقع "عربي21" خبرا عمّا أسماه "مصادر مطلعة"، تحدث خلاله عن الدور المتوقع لمناف طلاس بسوريا". وادّعى الموقع أن ترتيبات متسارعة تجريها شخصيات سورية على اتصال بالروس، مع المعارضة المسلحة، لاستكمال ما أسماه موافقتها على تولي الضابط السوري المنشق مناف طلاس؛ قيادة الجبهة الجنوبية. وبحسب المصادر نفسها التي ذكرها الموقع فإن طلاس المقيم في فرنسا منذ إعلان انشقاقه في العام 2012، سيتوجه للأردن قريباً.
ورداً على ما ذكره المصدر، قال قائد لواء الكرامة، أحد ألوية الجبهة الجنوبية، العقيد زياد الحريري: "لا علم لنا بذلك"، مؤكدا في الوقت ذاته، لـ"عربي21"، أن فصائل الجنوب لا زالت ملتزمة بالتهدئة.
وبنظرة شاملة نلاحظ أن أساليب المكر للسيطرة على ثورة الشام والقضاء عليها تتعدد وتتنوع فلم تُبق دول الكفر وخاصة أمريكا وأعوانها وأدواتها من دول المنطقة سهمَ مكرٍ إلا ورمت به أهل الشام ولم تدخر خنجر غدر إلا وطعنتهم به. ولعل من أهمها تصنيع القيادات السياسية والعسكرية التي تقود مركب الثورة لتحرفها عن أهدافها و تصرفها عن ثوابتها، فقد حاولت تصنيع قيادات سياسية علمانية خاضعة لإرادة أمريكا وأعوانها تأتمر بأمرهم و تسعى لتحقيق أهدافهم كالائتلاف الوطني وهيئة التفاوض و ما سيلحق بهما من منصتي موسكو والقاهرة من معارضين صورين وفي حقيقتهم لا يقلون تأييداً لنظام الإجرام عن شبيحته ولكل دوره.
أما القيادات العسكرية التي حاولت تصنيعها فمنهم من يعمل في خدمة الموك والموم بشكل مباشر ومنهم من تم خداعه بالدعم وصداقة الثورة ومنهم من سيطرت عليه فكرة تقاطع المصالح وأخف الضررين، متناسيا أن الدول ليست جمعيات خيرة وأنه لا يوجد تقاطع مصالح بين جماعات صغيرة ودول كبرى بل هو تحكم وحرف للمسار وتسخير من أجل تحقيق أهداف الدول الداعمة ومصالحها لتجعلنا أدوات بأيديها تتخلص منا عندما ينتهي دورنا فكيف إذا كانت هذه القيادات تفتقد الى الوعي السياسي الذي يمكنها من معرفة ألاعيب الدول ومخططاتها الخبيثة؟
إننا يجب أن ندرك أن القيادات المصنعة التي رضيت أن تبيع نفسها للشيطان وتكون في خدمته و في صف المجرمين الذين يقتلون أهلهم و يشردونهم و يدمرون البيوت فوق رؤوسهم هم من أوقف الجبهات ومنع نصرة المحاصرين لفك الحصار عنهم وأوقعهم في اليأس كي يقبلوا بما يفرضه نظام الإجرام عليهم من شروط مصالحة وتهجير من ديارهم، هم من فتح المعارك الجانبية التي تستنزف المخلصين ومنع فتح المعارك الفاصلة التي تضرب نظام الإجرام في خاصرته وفي رأسه ليُقضَى عليه بعون الله،هم الذين رفضوا الإعتصام بحبل الله وحده ونصرة المشروع الذي يرضيه عز وجل وقبلوا أن توحدهم عصا الدول الداعمة والمتحكمة كيفما تشاء.
ليس مهما إن كان خبر تسلم مناف طلاس الذي ما خرج من خدمة طاغية الشام إلا ليكون خادما في الموك صحيحا أو غير صحيح ولكن المهم أن ندرك ما جرّته القيادات المصنعة من ويلات على ثورة الشام وعلى الأمة من قبل ذلك، فتصنيع القيادات لعبة أتقنتها ومارستها دول الكفر في محاربة الإسلام منذ القدم، فكلنا يعرف كيف صنّعت بريطانيا عميلها المجرم مصطفى كمال ليتمكن من خداع المسلمين ومن ثم القضاء على الخلافة العثمانية وكيف جعلت من الشريف حسين زعيما لما يسمى الثورة العربية الكبرى وبعد أن انتهى دوره رمت به إلى مزابل التاريخ وكيف جعلت أمريكا عميلها جمال عبد الناصر بطلا للقومية العربية خدعت به الجماهير زمنا طويلا وهي الآن تعمل على التحكم بثورة الشام من خلال التحكم بأصحاب القرار فيها بأساليب متعددة لتصل الى تحقيق حلها السياسي الذي يحافظ لها على نظام الإجرام العميل ويضمن القضاء على كل من يخالف هذا الحل أو يعارضه.
من هنا تبرز أهمية المحاسبة للقادة المرتبطين والأخذ على أيديهم والتغيير عليهم وعدم متابعتهم في انحرافاتهم، والإدراك التام أن الطاعة العمياء والاستسلام لرأي القيادات المرتبطة المتخاذلة سيعيدنا إلى حضن النظام وسيوردنا المهالك في الدنيا والأخرة. وتبرز أهمية اختيارنا القيادة السياسية المخلصة الواعية صاحبة المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا ويرضي ربنا (مشروع الخلافة على منهاج النبوة) لنكون أنصاراً لله وحده نعمل من أجل نصرة دينه وإعلاء كلمته وبذلك نرد كيد الكائدين الى نحورهم وننال الفوز في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖفَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖفَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) الصف (14).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب