الحديث:
عن أبي قبيل قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا)، يَعْنِي: قُسْطَنْطِينِيَّةَ". رواه أحمد بسند صحيح.
الشرح:
يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أيِّ المدن الكبرى ستُفتح أولاً مدينة القسطنطينية معقل الكنيسة الشرقية أم مدينة روما معقل الكنيسة الغربية ولا شك أنّ هذا السؤال مبني على علمٍ مُسبق بناءً على وحي السماء بأن بلاد الكفار ستُفتح جميعها فكان السؤال أيُّهما تُفتح أولاً؟.
فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم بأنّها مدينة قسطنطينية وهي ما تُعرف الآن بمدينة إسطنبول، ولعل سؤال الصحابة جاء في سياق معرفة ترتيب الأولويات، وتركيز العمل على مدينة دون أخرى، لذلك ركّز المسلمون على توجيه جيوش الفتح للقسطنطينية أولاً حتى أكرمهم الله بفتحها بتاريخ 21 جمادى الأولى 857هـ الموافق لـ 29 أيَّار (مايو) 1453م.
نعم سيطرَ المُسلمون على عاصمة الكنيسة الشرقية وانهارت الإمبراطورية البيزنطية وما زالت البشرى قائمة لفتح قلب أوروبا وانتزاع عاصمة النصارى الكاثوليك ليُكرم الله هذه الأمة بعدها بالسيطرة على كامل القارة الأوروبية ونشر نور الإسلام وحكمه فيها إن شاء الله.
وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عُصبةٌ من المسلِمِينَ يَفتَحُونَ البيتَ الأبْيضَ بَيْتَ كِسْرَى. رواه مسلم، وقد تحققت هذه البشرى وتم فتح بلاد فارس وتم الاستيلاء على إيوان كسرى وكنوزه ومجوهراته فكانت غنيمة للمسلمين.
وقد يكون في هذا الحديث إشارة لفتح البيت الأبيض الأمريكي وذلك أن تسمية البيت الأبيض لم تكن تسمية معروفة عند الفرس بل هي اسم أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على قصر كسرى ولعل الحديث إن كان خاصاً بملك الفرس إلا أنه يعمم على أن الله سيفتح للمسلمين كل قلاع الكفار وعواصمهم ومنها البيت الأبيض الأمريكي الذي تمّت الإشارة إليه في هذا الحديث، كل ذلك يُفهم من الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن سيادة الإسلام على كافة بقاع الأرض ومنها بلا شك القارة الأمريكية، والله تعالى أعلم.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني
للاستماع إلى التسجيل: