1- إن هدف أمريكا النهائي هو إخضاع كافة الأراضي السورية لسيطرة النظام العميل لها، باستخدام كلا أسلوبي البطش والإجرام، والمكر والخداع. ثم تأديب الشعب المسلم الذي ثار على عميلها، بإذلال الرجال واغتصاب النساء، وتصوير ذلك بالكاميرات، ثم بثه عبر وسائل الإعلام، لإفهام المسلمين في العالم أن هذا هو مصير كل من يثور على أمريكا وعملائها.
2- لا تختلف إدلب وما حولها في نظر أمريكا عن باقي مناطق الثورة التي أعادتها أمريكا إلى قبضة النظام، كحلب والغوطة وحوران، فهي منطقة ثائرة يجب أن تعلن توبتها الصادقة بعد استسلامها للنظام.
3- إن كافة الوعود والتطمينات التي ترِد إلى الشعب المسلم في هذه المنطقة من قِبَل الدول التي تدّعي صداقة الثورة، وخصوصاً تركيا وأمريكا، ومن قِبَل قادة الفصائل المرتبطين بهما، حول نيتهم منع النظام من الهجوم العسكري على المنطقة، لهي جميعها وعود وتطمينات كاذبة، المراد منها تخدير الناس، لأجل استمرار منحهم قيادتهم لهذه الدول ولهؤلاء القادة، لإتمام مهمتهم الكبرى، وهي إعادة هذه المنطقة لقمة سائغة إلى النظام وإنهاء الثورة.
4- إذا شعرت أمريكا أو علمت أنه بالهجوم العسكري من قبل النظام على المنطقة سوف تحدث مقاومة حقيقية من قبل الناس فلن تقرر القيام بهذا الهجوم، لأن النظام بات مهترئاً من الداخل، وسيكون النصر حتماً للشعب الذي سيعلم يقيناً وقبل فوات الأوان من أصدقاؤه ومن أعداؤه، وسيحدد هدفه وسيتوكل على خالقه. ولن يحدث هذا الهجوم العسكري إلا إذا ضمنت أمريكا أن الناس متوكلة على غير الله، وغير جاهزة للمقاومة.
5- لذلك فأمريكا الآن تقوم - عبر أتباعها - بالأعمال السياسية التي تظن أنها ستؤدي إلى تسليم المنطقة بدون قتال، عبر تخدير الناس بالوعود والتطمينات الكاذبة والنبرة العالية التي يظهرها بعض قادة الفصائل، والتي من شأنها أن تصرف الناس عن التجهز النفسي الكامل، وعن إعداد العدة المادية المتاحة للمعركة القادمة، وعن التوكل على الله حق التوكل.
6- ومن هذا المنطلق فواجبنا اليوم تذكير الناس بحقيقة المعركة القائمة، وتذكيرهم بأن الدول حالياً جميعها عدوة لهم وللإسلام،وعلى رأسها يقف النظام التركي العلماني المتآمر على الثورة منذ بدايتها..
ويجب علينا إعلام أهلنا في الشام بأن الله تعالى لن ينصرنا إلا إذا عاهدناه بأننا إنْ هو سبحانه نَصَرَنا فسنقيم دولته ونحكّم شرعه، لا نخاف فيه لومة لائم..
ذاكرين أبداً قوله تعالى:
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ )
كتبه الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
المصدر: https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=149715689272350&id=100027017590527