press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2022 12 26 11 08 51

 

لم تكن الهجرة ذلك الحدث الذي يصورونه على أنه غار وعنكبوت وأن النبي فر بدينه في حالة فردية.
هذا التصوير للهجرة هو من محاولات التحريف والتشويه والتزييف لحقيقة الدعوة الإسلامية وما هدفت اليه من انقاذ البشرية من الجاهلية وأنظمتها الطاغوتية الى عدل الإسلام ورحمته.

لقد كانت الهجرة نتاج عمل دعوي أدى إلى نشر الإسلام في المدينة المنورة وحصول وعي عام على الإسلام نتج عنه رأي عام مؤيد للإسلام ودعوته، وهو ما عبر عنه مصعب بن عمير للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لقد فشا الإسلام في المدينة".
وكذلك حصول نصرة للنبي ودعوته من أهل القوة وأصحاب القرار في المدينة، حيث ذهبوا إلى مكة وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على حرب الأحمر و الأسود من الناس.

هذا النجاح للدعوة الإسلامية وقبول الناس لها في المدينة هيأ الأجواء ليهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها ويستلم زمام الحكم فيها ويقيم الدولة الإسلامية الأولى التي كانت تمكيناً للإسلام وتطبيقاً لأحكامه وأنظمته في الحكم والسياسية والاقتصاد والمال والاجتماع والأسرة والقضاء وفصل الخصومات وإقامة الحدود والعقوبات التي تحمي حدود الله وحقوق الناس.

بهذا المعنى كانت الهجرة إقامة دولة وبناء مجتمع وقيام حضارة ووجود أمة.

وقد وصف شاعرنا شاعر الخلافة والتحرير الأستاذ يوسف عبيد أبو ضياء حدث الهجرة بقصيدة طويلة معبرة عن حقيقة الهجرة اذكر منها هذه الأبيات:
عيدٌ أطل فهاج القلب ذكراهُ
لما تألق بسّاماً محيّاهُ

من مهبط الوحي يسري نور مولده
فأشرق الكون وافترت ثناياه

عيد البشائر والأمجاد معذرةً
انت البناء الذي قد شاده الله

أعدت سفراً مجيداً من صحائفه
الى القلوب وعهداً ما سلوناه

فسل دمشق وسل أطلال أندلس
واسأل ببغداد عن مجد بنيناه

بالسيف سدنا فما في الأرض طاغية
يختال مستكبراً إلا قصمناه

بالعدل قمنا فلا حيف ولا شطط
ولا قسونا على شعب حكمناه

يا عيد دولتنا الكبرى ألا قبس
يحيي من الرمس شعباً طال مغفاه

فيشرق الكون معتزاً بنهضتنا
ويبعث الشرق أقصاه وأدناه

هذه المفاهيم وهذه المعاني الحقيقية للهجرة هي ما يجب أن يفهمه رجالنا و شبابنا اليوم ويأخذوا منها منهاج دعوة وعمل ليستعيدوا سلطان الإسلام ويقيموا دولته من جديد، بعد أن استطاع الكافر المستعمر هدمها وتمزيق الأمة إلى نحو ست وخمسين دويلة نصب على كل دويلة حاكماً عميلاً له يحارب الدين ويحرس مصالح الكفار.

هذه الذكرى تعود في كل عام لتكون حافزاً لأبناء الأمة لاستعادة مجدهم السليب ورايتهم المفقودة ودولتهم الموؤدة.

قال تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد)

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأستاذ محمد سعيد العبود