press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة copy

 

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن موضوع التصالح مع النظام المجرم من قبل نظام تركيا أردوغان وأذنابه في المحرر، و مؤخرا التقى وزير الدفاع التركي و رئيس المخابرات مع نظرائهما السوري و الروسي في خطوة تطبيع عملية معلنة.
و كل ذلك من أجل التهيئة لإنهاء ملف الثورة، ولكن كما تريد أمريكا عن طريق حلها السياسي القاضي بالحفاظ على النظام المجرم بمؤسساته المدنية والعسكرية وأفرعه المخابراتية مع إجراء بعض التعديلات الدستورية الشكلية، فالحل السياسي يخدم أعداء الثورة وينهي ملفها وينسف تضحيات أهلها ودماء شهدائها .. فعن أي مصالحة يتكلمون؟!

إن المصالحة تعني مصالحة من يتّم أطفالنا ورمّل نساءنا وهتك أعراضنا ودمّر بلادنا وهجّرنا منها، مصالحة من آذى ديننا ودنّس مقدساتنا، مصالحة من تجبّر وتسلط على رقابنا. فالمصالحة تعني التنازل عن كرامتنا وعزتنا، و دماء شهدائنا و تضحيات أهلنا و المعتقلين من أخواتنا و إخواننا، والأهم من ذلك أن المصالحة تعني التنازل عن ثوابت ديننا وثورتنا والقبول بنظام وضعي حاقد يحارب الله ورسوله ويطبق شريعة الغرب الكافر وأنظمته الفاسدة.

إن دول الغرب الكافر وعلى رأسهم أمريكا حاولوا القضاء على الثورة عسكرياً فلم ينجحوا، فلجأوا إلى المكر السياسي والخبث عن طريق ضخ الأموال وزرع العملاء وتوسيد أمر الثورة لمتاجرين يأتمرون بأمر الداعم وينفذون ما يطلبه منهم دون تردد، حتى أصبحوا حراساً للدوريات التركية والروسية وحماةً لجبهات النظام المجرم وجلادين متسلطين على أهل الثورة وحاضنتها التي قدمت الغالي والنفيس بداية الثورة تحت قيادة من ظنت فيهم سبيل النصر وبوابة الخلاص.

والآن يعمل أذناب الداعمين على الترويج لفكرة المصالحة هم وسيدهم التركي، وإن لم يقروا بذلك وأظهروا خلافه،
فترى قادتهم وشرعييهم يتبجحون وينادون "أننا لن نصالح ولن نستكين حتى دحر الظالمين"، لكن أعمالهم على الأرض لا تدل إلا على عكس ذلك، فعندما تفتح معابر مع النظام المجرم وترافق دوريات المجرمين على الطرقات التي رويت بدماء الشهداء، وعندما تحمي النظام المجرم وتمنع أي عمل عسكري حقيقي مخلص ضده، وعندما تعتقل المخلصين من أبناء الأمة والمجاهدين المستقلين بقرارهم وكل من يصدع بالحق تكون قد مهدت الطريق للمصالحة مع نظام الطاغية، فهذه خيانة علنية ما بعدها خيانة.

أما عن أبناء الأمة الصادقين الذين ما زالوا في هذه الفصائل، والذين لا يرضون بتصرفات هؤلاء القادة وخياناتهم، والذين يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عن دينهم وكرامتهم وأعراضهم، .. إلى متى سكوتكم عن منكرات قادتكم؟! إلى متى الانتظار؟! أما آن لكم أن تنحازوا لأمتكم وأهلكم؟! أما آن لكم أن تدركوا أن طريق القادة قد بانت وجهته وغايته، وهو طريق بيع التضحيات والأعراض والمقدسات وباختصار بيع الثورة و إعادتنا لحظيرة نظام المجرم والمصالحة معه؟!
إن الخطر داهمٌ والخطب جلل والأمر لا يحتمل التأخير، وعلى الصادقين أن يأخذوا حذرهم ويسارعوا بالانحياز للحق والأمة، فهي صاحبة القرار والسلطان وهم منها وفلذات أكبادها وليسوا من معدن قادة التفريط والخذلان والتآمر، ولا يجوز السماح لهؤلاء المرتبطين بإغراق مركب الثورة ونسف تضحيات أهلها.
ولذلك، بات لزاماً إسقاط من توسد أمر الثورة واغتصب سلطانها وقرارها، من قادة وشرعيين وسياسيين مرتبطين بالنظام التركي يدعون للمصالحة أو يمهدون لها بقول أو فعل. وبات ضرورة لا غنى عنها تبني مشروع سياسي تحمله قيادة سياسية صادقة تختارها الأمة والحاضنة الشعبية كقيادة لها وتأتمر بأمرها، لنسير جميعاً إلى الهدف المنشود ألا وهو إسقاط نظام الإجرام بدستوره العلماني وبكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام عبر خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: (وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هُو قُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَكُونَ قَرِیبࣰا).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز