press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2022 12 30 20 53 31

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته أم سلمة أم المؤمنين: (إنّه سيكونُ عليْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفونَ وتُنْكِرونَ، فَمْنَ أنَكَرَ فَقَدْ بَرِيءَ، ومَنْ كَرِهَ فقدْ سَلِمَ، ولكن مَنْ رضِيَ وتابَعَ).

إن محاسبة الحكام فرض على المسلمين وحق من حقوق الأمة الإسلامية لا ينبغي لها أن تتنازل عنه.
فما هو الطريق الشرعي المبرئ للذمة والأسلوب الأنجع لأداء هذا الفرض العظيم؟
إن محاسبة الحكام إذا قصروا في رعاية شؤون الأمة أو أساؤوا تطبيق أحكام الشرع وإن كان واجباً على كل فرد من أبناء الأمة و لكنه لا يتأتى و يكون مؤثراً إلا إذا كان عملاً جماعياً، و ذلك بإقامة أحزاب وتكتلات سياسية تحاسب الحكام، تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، فتشكيل جماعات وأحزاب سياسية في الأمة الإسلامية هو فرض كفاية، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

جاء في تفسير الطبري: [قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ولتكن منكم أيها المؤمنون " أمة " يقول: جماعة يدعون الناس إلى الخير، يعني إلى الإسلام وشرائعه التي شرعها الله لعباده، ويأمرون بالمعروف، يقول: يأمرون الناس باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الذي جاء به من عند الله، وينهون عن المنكر، يعني وينهون عن الكفر بالله والتكذيب بمحمد وبما جاء به من عند الله، بجهادهم بالأيدي والجوارح، حتى ينقادوا لكم بالطاعة].
ووجه الاستدلال بهذه الآية على إقامة أحزاب سياسية هو أن الله تعالى قد أمر المسلمين بأن تكون منهم جماعة تقوم بالدعوة إلى الخير، وتقوم كذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقوله تعالى: (ولتكن منكم أمّة) هو أمرٌ بإيجاد جماعة متكتلة تكتلاً يوجِد لها وصفَ الجماعة من بين جماعة المسلمين، فيكون معنى الآية: أوجدوا أيها المسلمون جماعة تقوم بعملين: أحدهما أن تدعو إلى الخير، والثاني أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فهو طلب بإيجاد جماعة، وهذا الطلب قد بُيِّن فيه عمل هذه الجماعة، وهذا الطلب وإن كان مجرد أمر بصيغة (ولتكن)، ولكن هناك قرينة تدل على أنه طلب جازم، فإن العمل الذي بينته الآية لتقوم به هذه الجماعة فرض على المسلمين أن يقوموا به فوصفهم بالفلاح قرينة من النص على أن الطلب جازما،
و قد ثبت ذلك أيضاً في آيات أخرى وفي أحاديث متعددة، فيكون ذلك قرينة على أن هذا الطلب طلب جازم، وبذلك يكون الأمر في الآية للوجوب، فالآية تدل على أنه يجب على المسلمين أن يقيموا من بينهم جماعة تقوم بالدعوة إلى الخير، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعني أن إقامة جماعة من بين المسلمين فرض كفاية عليهم وليس فرض عين، لأن وجود كتلة واحدة يكفي للقيام بهذا الفرض مهما كان عدد هذه الكتلة ما دامت قادرة على القيام بالعمل المطلوب منها.

أما كون هذه الجماعة الوارد إقامتها في الآية حزباً سياسياً فإن الدليل عليه هو أنّ الأمر الوارد في الآية طلب إيجاد جماعة معينة، وذلك بتعيين العمل الذي تقوم فيه لا مطلق جماعة، فالآية قد بينت العمل الذي تقوم به الجماعة بوصف الجماعة، وبهذا البيان عينت نوع الجماعة المطلوب إيجادها، فيكون هذا وصفاً لهذه الجماعة، وهو وصف محدد، فالجماعة التي تستكمل هذا الوصف هي الواجب إيجادها وما عداها فلا. أمّا الدعوة إلى الخير أي الدعوة إلى الإسلام فيمكن أن تقوم بها جمعية ويمكن أن يقوم بها حزب ويمكن أن تقوم بها منظمة. ولكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جاء عاماً لا يمكن أن يقوم به إلاّ حزب سياسي، لأنه يشمل أمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر، بل هو أهم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو داخل في هذه الآية، إذ قد جاءت عامة (ويَأمرون بالمعروف ويَنهوْن عن المنكر) فهو اسم جنس مُحَلى بالألف واللام، فهو من صيغ العموم. وهذا العمل من أهم أعمال الحزب السياسي، وهو الذي يضفي السياسة على الحزب أو الجمعية أو المنظمة ويجعله حزباً سياسياً أو جمعية سياسية أو منظمة سياسية. وبما أن هذا العمل وهو أمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر هو من أهم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أحد العملين المطلوبين في الآية ليكونا عمل الجماعة الواجب إيجادها، لذلك كان الأمر في الآية مسلطاً على إقامة جماعة معينة لها أوصاف محددة وأعمال محددة هذه الجماعة هي الحزب السياسي.

وبعد هذا التفصيل في معنى الآية أقول: لابدّ للأمة الإسلامية وهي تمشي في طريق النهوض أن تعي على دينها، وأن تعي على الطريق الذي يخلصها، وأن تقوم بتشكيل أحزاب وجماعات سياسية قائمة على أساس العقيدة الإسلامية للعمل على محاسبة حكام الجور الذين تسلطوا عليها وأن تعمل من خلال هذه الأحزاب على إيصال الإسلام إلى سدة الحكم وإقامة دولة الإسلام.
و على هذا الأساس قام حزب التحرير (الرائد الذي لا يكذب أهله)، وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام و غايته استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة وفق طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعمل مع الأمة و لأجلها من أجل تحقيق هذه الغاية العظيمة، فحري بالأمة أن تعمل معه، وأن تتخذه قيادة سياسية لها في محاسبة الحكام والعمل لإقامة حكم الإسلام وإقامة دولته، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
وقد أعدّ حزب التحرير مشروع دستور متكامل لدولة الخلافة الراشدة الثانية حتى تطّلع الأمة عليه وتعمل مع الحزب على بصيرة لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية وتجعل مشروع الدستور هذا موضع التطبيق. وإن من مواد مشروع هذا الدستور المادة 21 - والتي تنصّ على أن (للمسلمين الحق في إقامة أحزاب سياسية لمحاسبة الحكام أو الوصول للحكم عن طريق الأمّة على شرط أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاماً شرعية، ولا يحتاج إنشاء الحزب لأي ترخيص، ويُمنع أي تكتل يقوم على غير أساس الإسلام).

 



=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أسعد جراد