press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة copy 2

 

 

منذ أن هُدمت الخلافة الإسلامية على يد الكافر المستعمر ومُزّقت بلاد المسلمين إلى دويلات هزيلة سلط الكافر المستعمر عملاءه على رقاب المسلمين بواسطة أحزاب علمانية صنعها على عينيه باسم القومية والوطنية والاشتراكية والديمقراطية، وكلها أقنعة للمستعمر وعملائه.
لقد مارست هذه الأحزاب باسم التحرر من الاستعمار والشعارات السابقة، من قومية ووطنية وحرية، الاستبداد والفساد وجعلت من نفسها وصياً على البلاد والعباد، ما أوجد عندها عقلية الحزب الحاكم الذي لا حقّ في المناصب والوظائف إلا لمن كان منتمياً إلى الحزب الحاكم، مما شكل ضعفاً في بنية الدولة، حيث فقدت الكفاءة في الحكم والإدارة بسبب توزيع المناصب والوظائف على أساس حزبي وليس على أساس الكفاءة مما شكل العقلية الانتهازية في الانتماء لهذه الأحزاب طمعاً في المشاركة في نهب الدولة والاستئثار بخيراتها على حساب بقية أفراد المجتمع، مما اوجد كرهاً للأحزاب والتحزب واعتبار أي عمل حزبي هو تسلق على الناس والدولة لنهب مواردها والاستئثار بخيراتها مما جعل الناس يحجمون عن أي عمل حزبي واعتباره باباً للظلم والفساد. وهذه النظرة إلى الأحزاب العلمانية سابقة الذكر التي حكمت الدويلات في بلاد المسلمين لنحو قرن من الزمان، هذه النظرة أصبحت تشكل عائقاً أمام أي حزب يعمل بصدق وإخلاص للنهوض بالأمة وتخليصها من براثن الأحزاب العميلة، حيث يرى أكثرية الناس أن الاحزاب هي عنوان البلاء والفساد والإفساد.
هذه النظرة شكلت عائقاً أمام الأحزاب الإسلامية، مما جعل بعضها يغير اسمه وجلده عدة مرات، بل بعض هذه الأحزاب غيّر مبدأه من الإسلام إلى الديمقراطية، وهذا التغيير والتبديل زاد الطين بلة وأظهر الوجه الوصولي والانتهازي لهذه الاحزاب التي كانت "إسلامية" ثم غيّرت ظاهرها وباطنها، مما شكل قناعة عند كثير من الناس أن الكل سواء في الغاية وهي الوصول إلى الحكم للتنعم بنعيم المال والسلطة والحكم.
هذا الواقع كان عقبة أخرى أمام الحزب المبدئي الثابت على مبدئه ومشروعه وقناعاته، مما اضطره لمزيد من الصبر والثبات وبذل مزيد من التضحيات والجهد في تبيان حقائق الغايات والأهداف التي يعمل لها من خلال الأمة ومعها، ويتلخص هذا البيان بأن قضية الحزب هي إقامة دولة للأمة وبناء الأمة على أسس عقدية ايمانية وليس استلام الحكم، إنما استلام الحكم هو لتطبيق الإسلام وأحكامه. وأكد على هذا الأمر من خلال مسيرته الطويلة وتضحياته الجسام، والأفكار والمفاهيم التي يغرسها في الأمة تؤكد ذلك لأنه لا يمكن التلاعب والتغيير في أفكار ومفاهيم بل وسلوكيات غرسها في أنصاره وفي أبناء الأمة.
إن مسيرة حزب التحرير منذ سبعين عاماً، وثباته على مبدئه ومشروعه، وتعرض قياداته وأعضائه للاعتقال والسجن الطويل والتعذيب المفضي إلى الموت أو الشلل أو الإعاقات الجسدية والتضييق في الرزق والعمل والملاحقات والنفي لَيؤكد للأمة أن قضيته هي بناء دولة للأمة ولكل مواطنيها ولو كان هدفه السلطة والحكم لوصل إليها كما وصل غيره بطرق ملتوية وأساليب دنيئة من بيع التضحيات والتنازل عن المبدأ وتغيير الجلود وكذلك تغيير الأهداف والقضايا إلى مصالح آنية أنانية.

إن غاية حزب التحرير تحرير الأمة الإسلامية وكذلك شعوب الأرض قاطبة من استعباد الحكام والطغاة لهذه الشعوب التي اصطلت بنير الفقر والجهل والمرض والعوز رغم وفرة خيرات الأرض التي خلقها الله تعالى، وقد عبر عن هذا المعنى ذلك الجندي المسلم ربعي ابن عامر عندما قال لرستم قائد جيوش فارس يوم القادسية، "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، وكذلك إنقاذ البشرية جمعاء من جاهلية الكفر والشرك المفضية بهم إلى النار إلى نور الاسلام والإيمان المفضي بهم إلى جنة الرحمن، وكل هذا تنفيذاً لرسالة العدل والرحمة، رسالة الإسلام التي قال عنها ربنا سبحانه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الشيخ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)