press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة c2

 

يهبط إبليس على الأرضِ حاملاً في صدره أشد العداوة لأبينا آدم عليه السلام وذريته، وعاقداً العزمَ على إغوائهم وإضلالهم، لكن .. بالمقابل فإن سيدنا آدم أول الأنبياء لم ينزل إلى الأرض بسبب أكله من الشجرة فحسب إنما نزل لأداء المهمة التي خُلقَ من أجلها ﴿ .. إني جاعل في الأرض خليفة .. ﴾.
إذاً الصراع واضح في بدء الخليقة ..
المطلوب من بني آدم أن يقوموا بأمر الله لينالوا رضوان الله وجنته، أما إبليس فيسعى لإضلال العباد وإيقاعهم في غضب الله ونار الجحيم.
خاض إبليس مع رسل الله ومنهج الله حرباً ضروساً سعى فيها بأقصى طاقته إلى إكثار عدد المخالفين والكفار
ووجدنا الرسل حينها عندما أُغلقت عليهم آفاق الدعوة وانعدمت الاستجابة جاء نصر الله لهم بإهلاك أقوامهم الكفرة فأغرقت الأرض بأكملها أيام نوح وأخذت الصيحة قوم صالح عليه السلام فأصبحوا في دارهم جاثمين ﴿وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية﴾.
ومرّة بعد مرة كان يضيع تعب الشيطان وجهده لسنوات في إغواء العباد، فغيّر بعض استراتيجيته وصار يحرص على أخذ الحكم له وجعل السيادة للكفر والجاهلية..
ولا داعي حينها من إكثار عدد الكفار والعصاة بشكل مباشر وفردي، فإذا صارت الشعوب تُحكم بالكفر وتُساس بالمعصية سيضعف الإيمان وستحارب الفضيلة ..
وبدأ أتباع إبليس المخلصون له يتحركون في هذه الاستراتيجية فسمعنا عن النمرود وفرعون ومن على شاكلتهم من الطغاة..
فلما جاء خاتم الأنبياء ودرّة المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم أصّل لنا وفصّل كيف نقوم بمهمتنا في الحياة الدنيا _ أي مهمة الاستخلاف في الأرض_ فبنى دولة عظيمةً غيرت مجرى التاريخ، تقوم على ركنين أساسيين: - السيادة فيها لله وشرعه - والسلطان فيها للمؤمنين من عباده.
أما أتباع دعوة الرسول ورجال دولته فإنهم قاموا بالمهمة التي خُلقوا من أجلها على أكمل وجه وهذا ربعي بن عامر يعبّر عن المهمة أجمل تعبير، حين سأله رستم: ما الذي جاء بكم إلينا؟
أجابه: ابتعثنا الله لنُخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام..
وبعد قرون من حكم الإسلام ها هو إبليس منتفخ يمشي في الأرض مرحاً وها هي الأمة تتلظى بحكم الكفر وسياسة الاستعمار..
ونشرة أخبار واحدة على إحدى المحطات والوكالات تُظهر حجم المأساة التي يعاني منها المسلمون، الأقصى حزين والعراق جريح ودمشقُ تنزف والمغرب العربي مكلوم وكل بلاد المسلمين عُرباً وعجماً تُعاني..
نعم قد تمرض الأمة لكنها لا تموت، ومن الطبيعي أن يتحرك أبناؤها المخلصون الصادقون أصحاب الوعي الكبير والفهم المستنير ليحرروها من ربقة الاستعمار وحكم الجاهلية وشِباكِ إبليس..
ومن هذا المنطلق قام حزب التحرير يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة الخلافة، يصل الليل بالنهار دون كلل ولا ملل سعياً في قضيته التي صرح أنها: "ليست استلام حكم بل بناء دولة".
مع ملاحظة أن حزب التحرير لا يهدف لبناء أي دولة، بل الدولة التي تُفشل خطط إبليس وتدحض مكر شياطين الإنس والجن، الدولة التي تبني جسوراً معبدةً بين البشرية وبين جنة عرضها السموات والارض، وتستنقذ الناس من شقاء الرأسمالية وجحيم الإعراض عن الله تعالى.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

==
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد