press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2023 04 19 17 01 22

 

 

 

تساؤل عادةً ما يتردد على ألسنة المسلمين في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، مع إشكالية متكررة في تحديد وقته، سببها غياب إمام المسلمين الذي يوحد كلمتهم.

في تفسير قول الله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: إن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
إذاً الإجابة سنجدها واضحة في الشريعة الغراء..

وقد عين الله يوم الصوم وعين يوم العيد تعييناً واضحاً محدداً بالنصوص الشرعية. فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له»، وروى مسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: «الشهر هكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة فصوما لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين».

هذه الأحاديث وغيرها، يضيق المقال عن ذكرها، صريحة واضحة وفيها يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالصوم حال رؤية هلال رمضان، ويأمر بالإفطار حال رؤية هلال شوال، وهذه الأوامر هي للوجوب ومخالفتها إثم كإثم ترك الفرض وكإثم فعل الحرام.
فالأمر بالصوم وبالفطر جاء عاماً «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه»، فهو يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض. وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام «لرؤيته»، «حتى تروا» «إذا رأيتم» وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده.
فلو رؤي الهلال في الدار البيضاء في المغرب ليلة الخميس ولم يُر في جاكرتا في أندونيسيا ليلة الخميس بل رؤي ليلة الجمعة فإنه يجب على أهل أندونيسيا العمل بما رآه أهل المغرب فيلزمهم أن يصوموا يوم الخميس إن كان هلال رمضان، ويأثمون إن أفطروه و وجب عليهم قضاؤه لأنه ثبت القيام بفرض الصيام عليهم بمجرد وجود رؤية الهلال من أي مسلم في أية بقعة من بقاع الأرض. وكذلك إن كان الهلال هلال شوال وجب عليهم أن يفطروا حالاً بمجرد علمهم بحصول الرؤية ولو لم يروه هم، لأن مجرد ثبوت حصول الرؤية قد أوجب عليهم الفطر وحرم عليهم الصوم.
وعلى ذلك فإن الحكم الشرعي هو أنه إذا رأى الهلال أهل بلد فقد رآه المسلمون جميعاً فليزمهم جميعاً الصوم إن كان هلال رمضان، ويلزمهم جميعاً الفطر إن كان هلال شوال.
هذا هو حكم الله حسب دلالة النصوص الشرعية. وقد كان المسلمون على عهد رسول الله ﷺ يصومون ويفطرون في يوم واحد رغم اختلاف مناطقهم، وهذا دليل شرعي آخر على أن رؤية الهلال في بلد توجب على جميع المسلمين أن يصوموا معاً أو أن يفطروا معاً في يوم واحد.

والرؤية المعتبرة هي الرؤية البصرية، ولا اعتبار للحسابات الفلكية إذا لم تثبت الرؤية بالعين البصرية، إذ لا قيمة شرعية للحسابات الفلكية في إثبات الصوم والإفطار، لأنّ السبب الشرعي للصوم أو الإفطار هو رؤية الهلال بالعين لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له». وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فإن غُمَّ عليكم» أي إن لم تروه بأعينكم. وأما قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فاقدروا له» لا تعني الرجوع للحسابات الفلكية، وإنما تعني ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين».

أيها المسلمون في العالم أجمع:
إن توحيد بدء الصوم بيوم واحد وتوحيد بدء العيد بيوم واحد لجميع المسلمين في جميع بقاع العالم فرض فرضه الله عليهم وهو مظهر من مظاهر وحدتهم..
لكن نواطير الغرب وعملاء الاستعمار وحكام الضرار وحراس حدود سايكس بيكو ، يريدون لهذه الأمة المزيد من التمزق ..
و إنّ عدم توحيد رؤية الهلال ما هي إلا مشكلة من مشكلات عديدة تواجه المسلمين بسبب غياب دولة الخلافة، التي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، وتوحدهم في ظلّ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. فعلى المسلمين التقيد بالحكم الشرعي في صيامهم وإفطارهم وكل أعمالهم، وإن لم يتقيد حكامهم به، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..

فحين يسمع المسلمون أن بلداً إسلامياً، أي بلد إسلامي، بعيداً كان أو قريباً يعلن أنه ثبت لديه بالوجه الشرعي رؤية هلال شوال، عليهم أن يبادروا بالفطر وأن يعيّدوا، ولا يجوز لهم أن ينتظروا الحاكم أو المفتي في بلدهم ليأذن لهم بالعيد. فنحن نصوم ونفطر بأمر الله ورسوله لا بأمر هؤلاء الحكام الفجرة الفسقة، ولا بأمر هؤلاء المفتين الذين يحرصون على إرضاء الحكام أكثر من حرصهم على إرضاء الله تعالى.

أمّا الحلُّ الجذري الصحيح لجميع مشكلات المسلمين فإنّه بأيديهم، وهو العمل الجادّ مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة، وتنصيب خليفة يوحد دولهم، ويطبق شرع الله عليهم، فيحملون معه رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد إلى الناس كافّة، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وبذلك يعيشون حياة عزٍّ وكرامة في الدنيا، وينالون رضوان الله وثوابه في الآخرة.

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد