press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2023 04 19 22 47 44

 



طلب الله سبحانه وتعالى من الأمة الإسلامية أن تصوم وتفطر لرؤية الهلال، وجعل الشرع الرؤية سببا للصوم والفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [رواه البخاري ومسلم]؛ فالخطاب يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض، وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام في روايات الحديث؛ «لرؤيته»، «حتى تروا»، «إذا رأيتم»؛ وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده. فالخطاب الذي يأمر بالصوم أو بالفطر عام، ومتعلّق بخطاب الوضع: سبب الصوم وهو الرؤية، الذي هو عام أيضاً.


وعلى ذلك فإن الأمر بالصوم والأمر بالفطر لرؤية الهلال، هو أمر لجميع المسلمين في جميع بقاع الأرض إن حصلت رؤية الهلال في بلد من بلدان العالم، وسبب الصوم رؤية هلال رمضان، وسبب الفطر رؤية هلال شوال، ولا عبرة بالحسابات الفلكية، فالشرع جعل الرؤية سببا للصوم والفطر، ولم يجعل السبب ولادة الهلال. ولا يُقال: نأخذ بالحسابات الفلكية في تحديد أوقات الصلاة، ولا نأخذ بها في تحديد بدء الصوم والعيد، لا يقال ذلك؛ لأن المتتبع للنصوص الواردة في الصوم يجدها تختلف عن النصوص الواردة في الصلاة، فالحكم الشرعي ربط الصوم والفطر بالرؤية، قال تعالى: ( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة ١٨٥]، وقال رسول الله صلى الله : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»[رواه البخاري ومسلم]. أما النصوص الشرعية في الصلاة فقد رُبطت بالوقت، قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)[الإسراء ٧٨]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ»[ أخرجه الإمام أحمد في مسنده]، فالصلاة متوقفةً على الوقت، ومتعلقة بحركة الشمس، وبأية وسيلة تَحقَّق المسلم من الوقت أُقيمت الصلاة؛ فإن نظر إلى الشمس ليرى وقت الزوال، أو نظر إلى الظل ليرى ظل كل شيء مثله أو مثليه، كما ورد في أحاديث أوقات الصلاة، فإن فعل ذلك وتحقق منه صحَّت الصلاة، وإن لَم يفعل ذلك بل حسبها فلكياً فعلم أن وقت الزوال: هو في ساعة محددة دون أن يخرج ليرى الشمس أو الظل، صحَّت الصلاة بذلك، فالمطلوب من المسلم في الصلوات أن يتحقق من الوقت بأية وسيلة؛ لأن الله عز وجل طلب الصلاة لدخول الوقت وترك التحقق من دخوله دون تحديد لكيفية التحقق. وأما الصوم والفطر، فقد طلب الصوم والفطر بالرؤية وربطها بحركة القمر، فحدد السبب وهو: رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال شوال. بل فوق ذلك بيَّن: إذا حجب الغيم الرؤية فلم يُرَ الهلال، فلا يجب الصيام حتى وإن كان الهلال موجوداً خلف الغيم، وإن كان المسلم متأكداً من وجوده بالحساب الفلكي. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [أخرجه البخاري]؛ أي إن لم تروه فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.

إن ما يحصل في بلدان المسلمين في كل سنة، من مساس حكام الضرار بوحدة الأمة في صيامها وفطرها، ليس مبنيا على رأي فقهي له شبهة دليل باختلاف المطالع، وإنما هو مبني على حدود دويلات سايكس بيكو، فعندما كان اليمن يمنين كان لهما مطلعان مختلفان، وبعد وحدتهما أصبح لهما مطلع واحد، وكذلك يقال: في سوريا بأقسامها الثلاثة؛ كان لها مطلع واحد، وأصبح لها مطالعُ مختلفة.



====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح