press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

أهمية القيادة الصادقة

 

 

أول مايجب أن نتذكره وأن نعيه هو قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام في مكة ، و قيادته السياسية للدولة في المدينة المنورة فهو عليه الصلاة والسلام أسوتنا ، ثم قيادة الصحابة الكرام لدولة الخلافة الأولى من بعده لأنهم قدوتنا .

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق الأمين عند كل أهل مكة بأسيادها ومواليها وعبيدها ، ولكن عندما بعثه الله سبحانه وتعالى رسولاً مبشراً ونذيراً ، أصبح عند من ذكرناهم وحاشاه ساحراً ومجنوناً ، و لكنه صلى الله عليه وسلم بقي ثابتاً على دعوته يصدع بالحق في وجه الباطل غير مبالٍ بأذى قريش و تعذيبها ، وقد حمل صلى الله عليه وسلم مشروع الهداية و الرحمة ، مشروع إنقاذ البشرية من عبادة العباد و الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد .

إن من يريد أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم و أن يكون قيادةً سياسيةً يجب أن يمتلك مشروعاً واضحاً و محدداً ، منبثقاً من عقيدة الإسلام التي جاء بها عليه الصلاة والسلام أي من الكتاب والسنة و ما أرشدا إليه ، فقيادتها في الحقيقة هي قيادة فكرية و ليست قيادة شخصية ، و لابد لها أن تكون متمسكةً بدعوتها لا تحيد عنها قيد أنملة و لا تتنازل عن أي حكم شرعي ، بل ملتزمة التزاماً تاماً بما جاء من أحكام .
كما لابد أن تتصف بالثبات على الحق و الصدع به في وجه الباطل غير مباليةٍ بالأذى و الصعاب و لا بالمغريات التي تهدف إلى حرف مسار حملة الدعوة عن دعوتهم ، بل تكون تلك القيادة هي المشرفة على التمسك بالمبدأ وهي صمّام الأمان للسير على هدى و بصيرة فتنقذنا من أي زللٍ أو انحراف .

و تتصف بالإضافة إلى ما تقدم بالوعي السياسي الذي يساعد على كشف مؤامرات الأعداء و مكائدهم و ينقذنا من الوقوع في فخاخهم كي تتمكن من قيادة المركب محافظةً على سلامة السير واستقامته نحو الهدف في بحرٍ متلاطم الأمواج من المكائد و المؤامرات .

إننا في أرض الشام وفي هذه الثورة المباركة التي قدمنا فيها الغالي والنفيس كان أشدّ بلائنا تلك القيادات السياسية المتمثلة بتركيا وأدواتها من قيادات المنظومة الفصائلية ، الذين انحرفوا عن ثوابت الثورة و تاجروا بتضحياتها ، ووقعوا في فخاخ و مؤامرات أعدائها للمحافظة على علمانية الدولة ومؤسساتها القمعية العميلة .

فلا بدّ من العمل لاتخاذ قيادةٍ صادقةٍ مرتبطة بالله ومتمسكة بحبل الله تمتلك مشروع الخلاص لتسقط كل الأصنام العلمانية وتقيم على أنقاضها حكم الإسلام خلافة راشدة على منهاج النبوة
ففي ذلك نجاتنا و فوزنا و عزتنا .

======
أنس أبو مالك