press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2024 02 12 12 19 55

 

بدأت ثورة الشام حاملة نصب عينيها تحكيم الإسلام ، فقدمت لأجل ذلك تضحيات جسام ، وحطمت بتحركها كل الأصنام ، وسارت تشق دربها بكل إقدام ، رافعة راية سيد الأنام ، وقد أشعل ثبات أهلها الشيب في رؤوس الساسة والحكام ، وما استطاعوا النيل منها وخداعها إلا بخيانة القادة الأقزام ، فبهم تسلطت الدول على قرار ثورتنا ، وعلى رأسها أمريكا رأس المكر و الإجرام ، وبعد ذلك سلم القادة الخونة مناطق قد سقيت بدماء الشهداء ، وصاروا يوماً بعد يوم يضيقون الخناق على أهل الثورة ظناً منهم أننا نيأس ، ويحاولون جاهدين لف حبال الوهم على أهل الشام ، حبال اليأس والتضييق والتخويف والاعتقالات و السير في طريق المصالحات مع النظام المجرم ، بعد أن تمّ حصرنا في معتقل صغير يسمى محرراً .
ولكنها وبحمد الله ولأن ثورتنا كاشفة فاضحة كان كيدهم يرتد إلى صدورهم وحبال تآمرهم دوماً يلتف حول أعناقهم ، وينكشف خداعهم وينقلب مكرهم ليرتد إليهم ، بينما نبقى بفضل الله معتصمين بحبله المتين .

وما يميزنا رغم كثرة مكرهم وخداعهم هو صبرنا وإيماننا بقضيتنا ويقيننا بنصر ربنا ، فهكذا ربانا القرآن الكريم في قصة أصحاب الأخدود ، الذين نالوا بصبرهم على بطش الظالمين وخداع المجرمين لهم ، الفوز العظيم ، ولأجل ذلك وحتى لا نلدغ من جحور آخرى ، ولا تبقى شباك الباطل تخيّم فوق رؤوسنا ، يجب علينا اليوم أن نعمل جادّين مع العاملين لتحقيق أهداف ثورة الشام منذ بدايتها ، ومع الذين لم يقدموا تنازلاً واحداً عن أبسط أهداف و ثوابت ثورتنا ، بل كانوا يحيون جذوة الثورة في نفوسنا دوماً ، و يكشفون المخططات التي تمكر بنا ، ويواصلون ليلهم بنهارهم بكل دأب ليفشلوا ما يحاك لأمتنا وثورتنا ، وصدق فيهم فعلاً و حقاً بأنهم الرائد الذي لا يكذب أهله .
نعم هذا أهم ما يجب أن يُعمل به في هذا الوقت العصيب من حياة الثورة ، بعد انكشاف تآمر النظام التركي وأدواته قادة الفصائل الأقزام ،
فيجب أن لا نترك مكاناً لليأس في قلوبنا ، ولن يقدر الخذلان والبطش أن يقيد حراكنا .
إننا نكشف خيانة القادة لنسارع لكنسهم عن قيادة هذه الثورة اليتيمة ، ونكشف خداع النظام التركي ونسارع لفضحه وكشف كذبه على أهل الشام ، أما عن وعد ربنا فراسخ دائماً في قلوبنا ، فله نحيا وله نعمل ، ولأجله سبحانه وحده نضحي بالغالي والنفيس ، وإننا لنعلم أن لله سبحانه وتعالى سنناً لا تتخلف ، وما علينا سوى السير على صراطه المستقيم كما أمرنا ، لا نحيد عن ذلك الدرب قيد شعرة ، فهو ناصرنا و هو معزنا بإذن الله ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
إلا أنها أيام ثقال ، تتطلب ثبات الرجال ، و إرادة و عزيمة تهزّ الجبال ، فأبشروا أهلنا وأحبتنا في الشام ، فالله سبحانه وتعالى تكفلنا ولن يضيعنا ، وقد صار تحقيق هدفنا بإذنه تعالى قريب المنال .

====
أنس الجلوي