press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1111

 

 

عودتنا وسائل الإعلام والمقابلات التي تجريها مع الشخصيات العامة أو المحللين أو المفكرين، على نبش الهوامش في الحوادث دون التركيز على فهم المشكلة وتقديم الحل. وصار أفق المذيع الحاذق هو أن يكون صاحب التنكيشات في الزوايا الحادة، وصار ملجأ الضيف على الشاشات هو التحصن في الزوايا المدورة، وهكذا يتم إشغال الناس بالهوامش وصرفهم عن الحقائق، وهي سياسات أصيلة في وسائل الإعلام ينفذها بوعي أو دون وعي (كركوزات) الشاشات وهواة الإشاعات، يحاولون الوقوف في وجه عاصفة الوعي التي تبرز في مجالس الناس وتعليقاتهم على الوقائع والأحداث. حتى صار الأُنس في مجالس الناس وحديث الطرقات أولى من التسمّر أمام الشاشات.
فالسجال الذي دار مؤخراً على تلفزيون سوريا الممول من قطر حول من الذي أوقف معركة الساحل ومن الذي أمر ومن الذي انصاع، لا يغطي الحقيقة التي نطقت بها ساحات القتال في كل سوريا؛ وهي أن المعركة لم تدر على أساس إسقاط النظام بضرب أركانه في العاصمة وفي الساحل، وهو ما عبر عنه رأس النظام وإيران بمصطلح "الحفاظ على سوريا المفيدة" في ذروة تقدم الفصائل على حساب سيطرة النظام. وهو لا يناقش حالة الانحسار في المناطق المحررة ثم تجميد الجبهات والانصياع للاتفاقات الدولية عبر الضامنين الأشرار.
إن تحكم غرفة الموك وغرفة الموم في العمليات القتالية ليست أسراراً ثمينة يمن علينا بها الإعلام وضيوف الشاشات بل هي واقع يعرفه أهل الأرض، ولطالما حذر منه الغيارى والأحرار.
إن سقوط ممثلي المعارضة في مصالح الدول المتدخلة وتمثيلهم للدول التي صنعت لهم الائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية، وانصياعهم لمشاريع الأجنبي وخطوطه الحمراء، أمر مكشوف ومعلوم، ونتائجه الكارثية أعظم من الحديث عن سرقة أموال أو تدوير الكراسي بين أقطاب الائتلاف.
إن قوس المال السياسي المسموم الذي تم شده على عنق الثـ..ـورة أصاب سهم منه قلوب أصحاب الدنيا من عناصر الفصائل فصاروا قيادات بعد تحييد المخلصين واعتزال أهل التقوى من ثوار 2011 نتيجة الاقتتال والارتزاق، وأصاب سهم آخر الإعلاميين ووسائل الإعلام، وسهم للمنظمات الإغاثية والجمعيات النسوية ومراكز الأبحاث الجاسوسية والصالونات الثقافية التبشيرية، فضاعوا جميعاً وأضاعوا، لكنه بحمد الله لم يصل إلى جذر الثـ..ـورة فبقيت شعلتها في المظاهرات والاعتصامات ووقفات الحرائر والأحرار.
إن عاصفة الوعي التي يحمل مشعلها حزب التحرير لا تزال تهب على حاضنة الثـ..ـورة، ويلتف حولها أهل الصدق وأصحاب المبادئ، وسوف تكسر كل حلقات المؤامرات التي أحاطت بالثـ..ـورة، وسوف تعيدها سيرتها الأولى بعنوانها الأوحد "قائدنا للأبد سيدنا محمد"، وبعنفوانها الصادق "إسقاط النظام البعثي العلماني المجرم وإقامة نظام الإسلام".
إن حزب التحرير الذي تمثل مبدأ الأمة سيكون من الطبيعي أن تتحرك الأمة بحركته لا سيما عندما تفزع إلى أمر ربها وتثق بأن حلول مشكلتها تكون في الأخذ بالأحكام الشرعية وفي وعي سياسي كامل على الإسلام، عندها يصبح مشروع الحزب؛ استئناف الحياة الإسلامية، مطلبا لها ويصبح الحزب نفسه القيادة الفعلية التي تتحرك الأمة بحركتها.
نسأل الله تعالى أن يكون ذلك قريباً، والحمد لله رب العالمين.

---------
بقلم: الأستاذ حسن عبد المعطي

 

المصدر: https://tinyurl.com/yc2b3rjw