الحمد لله الذي أكرمنا بسقوط طاغية الشام بعد عقود طويلة ساد فيها الظلم والقهر والاستبداد من نظام بعثي مجرم يرأسه شرذمة من أتباع الدول الذين ساموا المسلمين على أرض الشام سوء العذاب. فقد أذن الله للمجاهدين والثوار الأحرار بتحرير البلاد ودحر فلول الظلم والفساد وإسقاط طاغية الشام في عقر داره في عاصمة الأمويين دمشق .
ولكن هل تحققت ثوابت الثورة وهل اكتمل النصر الذي يرنو إليه أهل الشام ؟!
باختصار، و رغم الهدف العظيم الذي تحقق من سقوط طاغية الشام و زوال حكم مجرمي بيت الأسد إلا أن النصر لم يكتمل بعد وثوابت الثورة لم تحقق كلها، فقد سقط رأس النظام و انهار جيشه و تلاشت أجهزته الأمنية، إلا أن ذلك يحتاج أن يتوج بإقامة حكم الإسلام على أنقاض نظام الإجرام بعد قطع أيدي الدول المتآمرة على ثورة الشام .
فمن أكبر الأخطار التي ستضيع الانتصار الذي تم تحقيقه إقامة العلاقات والسعي لاسترضاء الغرب الذي يريد فرض النظام العلماني و فصلنا عن عقيدتنا بمسميات مختلفة و ذلك في الحقيقة إعادة الوضع لما كان عليه، فنكون قد خرجنا من نظام علماني حاقد إلى نظام جديد على شاكلته.
إن الخطر كبير على دماء المجاهدين الطاهرة التي قدموها رخيصة في سبيل الله وإعلاء كلمته وتطبيق شرعه..
فثابت تطبيق حكم الإسلام الذي لا يكون إلا بإعلانها دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة لم يتحقق بعد، مع وجود أصوات تسعى لتخويفنا وأننا مستضعغون وأن الدول ستحاربنا، بذريعة الانتظار حتى التمكين.
فنقول: إن أمر الله لا مداهنة فيه ولا تنازل، فالله ابتعثنا مسلمين لنشر رسالته ودعوته وذلك يكون بإقامة دولة الخلافة لنشر الإسلام، وطريق ذلك مسطور في سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن عقدنا العزم فإن توفيق الله سيلازمنا بإذنه سبحانه وسيبطل كيد المتآمرين علينا ويحبط أعمالهم .
وأما فكرة الحفاظ على النصر فيجب أن نتذكر أن هذا النصر كان بتأييد الله ونصره ومعيته وإن أردنا الحفاظ عليه فيجب أن نذكر بحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) .
فإن الذي أكرمنا بهذا النصر هو الله سبحانه وتعالى وهو الكفيل بأن يحفظ لنا النصر بشرط إكمال ما بدأنا به بإعلاء كلمته وإقامة شرعه وأن نطلب رضوانه لا رضى أمم الكفر و المجتمع الدولي، وأن نخشاه وحده ولا نخشى وطأة المجرمين.
قال تعالى: ﴿ أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين﴾
وفي الختام نذكّر أهلنا في الشام بقول الله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي معاز