press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

الحكم يكون على الأفعال و ليس على النوايا

 



الحكم على النوايا، وتقييم الأعمال من باب تأويل نوايا القائمين عليها خطأ كبير ومقتلة سياسية.
فقد قال النبيُّ ﷺ لأسامة بن زيد: أقتلتَه بعدما قال: لا إله إلا الله؟ قال: نعم يا رسول الله إنما قالها تعوُّذًا! قال: هلّا شققتَ عن قلبه؟! حتى تعلم أنه قالها تعوُّذًا.
وفي نفس الوقت لا يجوز أن نحكم على من يترك تطبيق الشريعة ويسمح بالعلمانية والخمور والفجور وهو يمتلك مقاليد الحكم و مفاصل الدولة، بأن نيته حسنة وهو يريد تطبيق الشريعة، ولكنه ينتظر الفرصة أو تمهيد الأجواء لذلك.
النبي ﷺ يقول: (إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس)، وهدانا لأن نحكم على الناس على الأفعال والله يتولى السرائر.
فهل على مقياس من يقيّمون الأعمال بهوى النوايا يجوز أن نحكم على المؤيد والشبيح بأنه كان شبيحا بالظاهر ولكنّه يضمر في قلبه المعارضة وحب الثورة؟
كثير من الحكام استلموا الحكم لسنوات طويلة و لكنهم يحكمون بأنظمة الكفر والعلمانية ولازال هناك من يرقّعون لهم ذلك بأنهم ينوون أن يحكموا الإسلام ويمكّنوا له.
قد تكون النوايا صافية ولكنها ليست مكاناً للحكم ولا التقييم وإلا ضاعت الحقوق وضاع فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن الحكم و المحاسبة يجب أن تكون على الأفعال من حيث موافقتها للشرع أو مخالفتها له، أما التبرير لمن يقوم بما يخالف شرع الله من تحكيم أنظمة الكفر بحجة النوايا الحسنة فهذا هو المنزلق الخطير الذي يمكّن الخاصة من خداع العامة و يجعلها تغفل عن القيام بواجبها من العمل لتحكيم شرع ربها.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان