إن المتابع لأحداث ثورة الشام من بدايتها يجد أن معية الله وحفظه وتدبيره هي من أوصلت هذه الثورة لهذه النصر العظيم بإسقاط نظام الإجرام رغم حجم الإجرام والتآمر الذي مورس على الثورة من قبل أمريكا ومجتمعها الدولي وأدواتها في المنطقة، كل هذا المكر ضد ثورة شعب لا يملك مضاد طيران واحد، وهو محاصر ومضيق عليه من كل النواحي، ومع كل ذلك انتصرت الثورة بفضل الله وتدبيره وتكفله بها واعتماد أهلها عليه وحده، شعارهم: "يا الله .. مالنا غيرك يا الله".
أكثر من ثلاث عشرة سنة تثبت لمن كان له قلب، أن النصر والعون من الله وحده، وأن قوى العالم مجتمعة لا تعادل شيئا أمام قوة الله.
إن من شُكر الله على نعمه ونصره أن نحكّم شرعه الذي فيه خلاصنا من الحكم الجبري والعودة لسابق عزنا ومجدنا تحت راية واحدة في دولة واحدة وخليفة واحد "يقاتَل من ورائه ويتقى به" كما قال صلى الله عليه وسلم.
إن أهل الشام كانوا ما زالوا على العهد باقون ولتحقيق ثوابت ثورتهم ماضون، هي لله هي لله ولتحكيم شرع الله، فهذه التضحيات الجسام لا يكافئها إلا إقامة شرع الله، خلافة راشدة ترضي الله والعباد، فنقطف ثمار تضحياتنا وتعود الشام عقر دار الإسلام.
فمن أراد تمثيل أهل الشام يجب عليه أن يعرف لمن يرفع أوراق اعتماده، وعليه أن يعلم أن الاعتماد على الله ثم إمكانيات أهل الشام وإن قلّتْ خير وأبقى من الاعتماد على الدول المتربصة بنا.
لن يرضى أهل الشام عن حكم الإسلام بديلاً، ولن يدخروا جهدا في تحقيق غايتهم بالفوز برضوان الله وتحقيق بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وعسى أن يكون ذلك قريباً.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود