العقيدة الإسلامية عقيدة استعلاء على ما دونها من العقائد الباطلة ولا يصح ولا يجوز أن يستعلي عليها أحد من البشر ولا أي عقيدة من العقائد الباطلة ولا أي فكرة من الأفكار ولا أي نظام من الأنظمة.
وما دام الإنسان المسلم يحمل هذه العقيدة بكامل تشريعاتها وما انبثق عنها من أنظمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي ونظام العقوبات وأحكام البينات والنظام السياسي على الصعيد الداخلي والخارجي كان من الواجب عليه أن يقيم هذه الأنظمة في الواقع من خلال إيجاد دولة تطبق الإسلام بشكل عملي وكامل في الحياة لأنه لا يجوز للمسلم أن يكون عليه سلطاناً يحكمه بغير ما أنزل الله. قال تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).
وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستخلاف والتمكين في الأرض إذا ناصروا دين الله ورسالته. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). ونصرة دين الله تكون من خلال الإيمان بالله والالتزام بما شرعه وتنفيذ ما أمر به والابتعاد عما نهى عنه وأن نسعى إلى تمكين دين الله في الأرض كما أراد سبحانه ولا نحيد عنه قيد شعرة مبتغين رضاه وتوفيقه سبحانه.
قال تعالى: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ). فقد وعدنا الله بالتمكين والاستخلاف في الأرض ما دمنا مؤمنين به عاملين بشرعه من أجل نصرة دينه مبتغين رضاه، ووعدنا الله بالأمن والأمان والقوة والسيادة بعد الخوف والضعف وحذرنا من أن نشرك به غيره في التشريع والولاء والبراء. قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
التمكين في الأرض وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعني إقامة الدين بكامل تشريعاته على الوجه الذي يرضي الله رب العالمين ويجعل عدله وسلطانه ظاهراً في الأرض، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبا.
---------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق