press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

111111

 


منذ استلام الإدارة السورية الجديدة إدارة البلاد نهاية عام 2024م وأمريكا تحاول دفعها تدريجياً للتطبيع مع كيان يهود، فقد صرّح أحمد الشرع بتاريخ 16/12/2024 لصحيفة التايمز أن إدارته ملتزمة باتفاق 1974 مع الكيان، والذي نصّ على "وقف إطلاق النار بين سوريا و(إسرائيل) وتحديد حدود مناطق فصل الأطراف المتحاربة"، مع تأكيد الإدارة السورية مراراً أن أراضيها لن تكون منطلقاً للهجوم على كيان يهود، تزامن ذلك مع تغلغل قواته جنوب سوريا واحتلالها قمة جبل الشيخ وعددا من بلدات وقرى محافظة القنيطرة، وتشمل منطقة عازلة أنشأها خوفاً من تفلت الأمور وهجوم محتمل ضده.

وأما التطور الخطير في القضية، فقد ظهر أثناء لقاء الشرع مع ترامب في الرياض يوم 14/5/2025م، الذي دعاه إلى الانضمام لاتفاقيات التطبيع الإبراهيمية مع كيان يهود. وقال ترامب، وهو عائد على متن طائرته، إن الشرع أجاب بـ"نعم" عندما سُئل عن الانضمام إلى الاتفاقية في نهاية المطاف، كما ظهر ذلك في فيديو قصير انتشر في وسائل الإعلام.

وهذا الاتفاق ليس اتفاقاً للتطبيع السياسي فقط، بل يمتد ليكون تطبيعاً شعبياً يشمل جميع أطياف المجتمع؛ إذ يقضي بالاعتراف بالكيان كجزء شرعي يستوطن بلاد المسلمين، ومنع أي نوع من رفض (شرعيته) أو محاولة اقتلاعه، وترسيخ ذلك من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية، مع تجاهل تام لجرائم يهود بحق المسلمين في فلسطين.

وفي حين تؤكد الإدارة السورية الجديدة أن المحادثات غير مباشرة، إلا أن رويترز نقلت في 27/5/2025 عن خمسة مصادر مطلعة أن كيان يهود وسوريا على اتصال مباشر، وأجريا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه، بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.

وقد صرح الكاتب ورجل الأعمال الأمريكي جوناثان باس، الذي التقى الشرع، بأن لدى سوريا وكيان يهود أعداء مشتركين، وأنه يمكنهما لعب دور رئيسي في الأمن الإقليمي.

إن أية خطوات تكون مقدمة للتطبيع مع كيان يهود هي شر مستطير وجب الحذر منه والتحذير من عواقبه، وهو جريمة لا تُغتفر، فكيف وهو ما زال يمارس حرب إبادة بشعة ضد أهلنا في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023؟! فكل يوم يسقط ما لا يقل عن مائة بين شهيد وجريح، وما زال حكام المسلمين يتخذون وضع "المزهرية"، بل كثير منهم شريك في صنع مأساة أهلنا في غزة الجريحة.

إن التطبيع مع كيان يهود حرام شرعاً وخطر داهم عقلاً وواقعاً وسياسةً، وانسلاخ عن الأمة وعقيدتها وتنكر لثوابت ثورة الشام، فهو كيان غاصب لأرض إسلامية، يجب اقتلاعه من جذوره، فلا سلام بيننا وبينه، بل هي الحرب ولا شيء غير الحرب والجهاد الذي أمر الله به. قال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

إن كيان يهود كيان هزيل، وجنوده جبناء منهزمون نفسياً، وقد رأينا كيف انهارت فرقة غزة خلال ساعات قليلة أمام ضربات ثلة مجاهدة قليلة العدد والعتاد. وإن الواجب على الإدارة السورية الجديدة إعداد العدة لإعلان الحرب عليه، لا التطبيع معه. وكدولة من دول الطوق يجب عليها نجدة إخوانها في غزة الذين يستصرخون الأمة منذ أكثر من سنة ونصف، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.

إن تضحيات أهل الشام في خضم ثورة دامت 14 عاماً، خرج أهلها ضد ظالم مجرم يقهرهم ويعذبهم ويرتكب المجازر بحقهم، والتي تكللت بسقوطه، يجب ألا تقف عند حدود وطنية وتنتهي بتطبيع مع كيان يهود الغاصب، الذي لا يقل إجراماً عن نظام بشار البائد. فهذا الكيان الذي يجثم على صدر الأمة الإسلامية ويرتكب المجازر بحق المسلمين في فلسطين، يجب ألا نرضى إلا بإنهاء وجوده وتخليص الأمة من شروره.

وإن مجرد إعلان الحرب على كيان يهود، سيجعله ينهار خلال أيام. وهو عين ما حصل عندما أعلنت المعركة ضد جيش بشار المنهار، حيث سيتقاطر المسلمون من كل حدب وصوب، ومن مشارق الأرض ومغاربها، لحرب كيان يهود وإنهاء وجوده.

وختاماً فإن صحت أخبار اللقاءات الرسمية بين الإدارة السورية الجديدة وكيان يهود، تحت ستار "التهدئة" أو "منع التصادم"، فإن ذلك بمثابة خيانة كبرى لله ولرسوله وللمؤمنين، وطعنة نجلاء في ظهر ثورة الشام المباركة، وتفريط صريح بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين.

إن كيان يهود كيان غاصب لا يُقر له بشرعية ولا يُعقد معه سلم، بل يقاتَل حتى يزول، وإن السبيل لذلك، يكمن في إعلان الجهاد صراحة، وتوحيد صف الأمة تحت راية الإسلام، فيعود المسجد الأقصى وسائر فلسطين المباركة إلى حضن الأمة الإسلامية، عزيزاً محرراً بإذن الله.

بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني