مكر الدول لا ينتهي، وحكامها كلهم، عربهم وعجمهم، وقفوا الى جانب النظام البائد ودعموه لإبقائه في الحكم وانهاء الثورة، وكلٌّ لعب دوره بذلك، وفجأة تحولت تلك الدول بعد سقوط النظام البائد الى حمل وديع، يفكر بسوريا الموحدة الحرة، يتكلمون عن سلامة أهلها يريدونها سوريا جديدة تحتضن كل أبنائها ومكوناتها، يتكلمون عن سلم أهلي وتعايش بين الطوائف، وأن ننسى القتل والإجرام الذي مارسه علينا النظام وأكابر مجرميه، وأن نرمي كل تضحيات الثورة جانبا، ويؤكون على بناء سوريا الديمقراطية المفصلة على مقياس أنظمة الغرب وحضارته.
وكل تلك الدول تدعو لتثبيت حكم علماني بقوانين ودساتير وضعية من عقول البشر وشعارات محاربة لدين الله، ومحاربة الإرهاب، أي محاربة الإسلام السياسي، والمحافظة على أمن الجوار وأنه لا يوجد عداء معها، أي المحافظة على كيان يهود، والالتزام بالقانون الدولي، وطلب الرضا من أمريكا بحجة رفع العقوبات وتحسين الناحية الاقتصادية، حتى وصل الحال الى تصريحات وتمهيدات وتسريبات حول لقاءات مع كيان يهود بحجة ضمان استقرار المنطقة وأننا غير قادرين على مواجهتها!
وما تسارع الدول لفرض نظام علماني في سوريا إلا لهاجس ينتابها ويقض مضاجعها بقرب قيام دولة الخلافة، وتصريحاتهم السابقة والحالية تدل على مخاوفهم. فقد صرح وزير خارجية امريكا بلينكن قائلاً: "كل شي مقبول وربما تنجح الثورة إلا أن تكون خلافة اسلامية فهذا غير مقبول"!
وقال نتنياهو خائفاً: "لن نقبل بقيام خلافة على شاطئ المتوسط".
لقد أصبح الحكم بالإسلام عبر دولته الخلافة رأياً عاماً يقض مضاجعهم، فنطقت ألسنتهم تصرح بذلك، قال تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).
ونقول ناصحين ومنذرين، أن احذروا يا أبناء الشام أن تتخلوا عن ثوابتكم وهي تحكيم شرع الله على أنقاض النظام البائد،
ولتعلم الادارة الجديدة بأن طرق أبواب الدول والسعي لإرضائها والتودد لها واتخاذ المبررات مسوغاً لذلك، لن تنفعها، لأن دول الغرب وغيرها ممن وقفوا مساندين للنظام البائد، بل هم شر مستطير لا بد من قطع أيديهم عن أي تدخل في شؤوننا وليس مصافحتهم والتماشي مع مطالبهم والركون إليهم، وبذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لتضحيات أهل الشام، فكيف إذا جعلنا لهم سلطاناً علينا وعلى مقدراتنا وثرواتنا! والله سبحانه يقول: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
إن أمة عاشت كجسد بلا رأس عقوداً طويلة من الحرمان والقهر والتسلط آن لها ان تستعيد مجدها وعزتها ومكانتها، آن لها أن تسقط عروش الظالمين والطغاة وهي قادرة بعون الله على ذلك، وما صمود غزة وانتصار الشام إلا بشرى للمسلمين.
وإن الأمة قادرة بعون الله موعودة بتحقق وعد ربها، وبشرى نبيها صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة، إنها خير عظيم لمثله فليعمل العاملون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا