خبر_وتعليق:
المساعدات عبر الحدود حبلٌ لخنق المناطق المحررة ووسيلة ابتزاز دولية
#الخبر:
أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأنه تم الاتفاق في الأمم المتحدة على تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين أن التوافق جاء تلبية لرغبة روسيا في مواجهة الدول الغربية التي طالبت بتمديد الآلية إلى عام. (الجزيرة)
#التعليق:
لا شك أن ملف المساعدات الإنسانية كان ولا يزال ورقة ابتزاز دولية يستخدمها الغرب الكافر لتضييق الخناق على أهل الشام الذين تم حصرهم في سجن كبير في أقصى الشمال الغربي السوري، وخطوة في طريق تعويم نظام بشار، واعترافا بسيادته وإقرارا بشرعيته، وكان ولا يزال وسيلة لإعادة إنتاج نظامه الذي أوغل في دماء المسلمين وكان السبب الرئيس في معاناتهم.
ففي عام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، لكنّه قلّصها مطلع عام 2020م، بضغوط من الصين وروسيا التي استخدمت مراراً حقّ النقض، واختصرها بمعبر باب الهوى الذي يربط بين تركيا ومحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وتدخل عبره شهرياً حوالي عشرة آلاف شاحنة.
وأبلغ سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المجلس أن عملية المساعدة انتهكت سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وأن موسكو وافقت على العملية في عام 2014 فقط لأن سوريا كانت "ممزقة إلى أجزاء من الإرهابيين".
وقال إنه تم الآن تحرير معظم الأراضي السورية، وبالتالي فإن عملية المساعدة عبر الحدود "هي ببساطة مفارقة تاريخية".
لا شك أن الغرب الكافر يمضي قدما في طريق قطع الشريان الوحيد الذي يمد المناطق المحررة بأسباب الحياة، ويساعده في ذلك المنظومة الفصائلية المرتبطة؛ عبر السماح بمرور المساعدات عن طريق المعابر التي أنشأتها على خطوط التماس مع طاغية الشام، وهذا ما شجعه على استخدام حق النقض في وجه تمديد آلية وصول المساعدات عبر الحدود وتقليصها إلى ستة أشهر مع حاجة كل تمديد إلى تصويت جديد بعد أن كانت لمدة عام.
وبهذا يتضح أن المناطق المحررة مقدمة على كارثة حقيقية إن بقي أهل الشام دون حراك ينتظرون مصيرهم؛ لذلك لا بد لهم أن يتحركوا سريعا لاستعادة سلطانهم وتصحيح مسار ثورتهم قبل فوات الأوان.
====
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا