خبر وتعليق:
يبدو أن لا شيء يأتي صُدفة
الخبر:
قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير #بيدرسون، إنه "من الضروري أن تقترن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بعمل حقيقي على الأرض لإنهاء #الحرب في سوريا"، مشيراً إلى أن التحركات الأخيرة "يمكن أن توفر فرصة حقيقية للمضي قدماً".
وفي إحاطة بمجلس #الأمن الدولي بشأن التطورات السياسية والإنسانية الأخيرة، أوضح بيدرسون أن "مجموعة من المبادرات الدبلوماسية عملت على تسريع وتيرة إيجاد الحلول، بما في ذلك مواصلة الحوار المباشر مع النظام السوري، والمخاوف التي أثيرت حول القرار 2254، مثل وحدة الأراضي السورية والعمل نحو المصالحة الوطنية".
التعليق:
يبدو أن التصريحات التي صدرت في شهر آب عام 2022 عن مصالحة النظام لم تكن مصادفة أبداً ولا خطأً كما تم الترويج لها فيما بعد، فلقد تبعتها خطوات للأمام لتحقيق ذلك كان آخرها حضور رأس النظام المجرم أسد مؤتمر #القمة_العربية التي عُقدت في #جدة والتي دللت صراحة عن حقيقة النوايا. لم يكن ذلك فقط ما دلل على المزمع فرضه على الثورة والثوار، بل زاد عليه الحملة المنظمة التي قام بها جهاز مخابرات ما يُسمى #هيئة_تحرير_الشام على شباب #حزب_التحرير والكثير من النُشطاء ذوي الصوت العالي، وهذا ما أكده تصريح المبعوث الأممي بيدرسون.
فأن تقوم بحملة شرسة وتغول بشع على مناطق وقفت شوكة في حلق من يريد تمرير المخططات فتقتحم البيوت مكسراً لأبوابها ومنتهكاً لحرماتها ومعيثاً للفساد فيها فهذا دليل كاف أن لا شيء يأتي صدفة، بل ما أكد ذلك ما تسرب من تصريحات عن توقف الجبهات ومحاربة فكرة #الخلافة واعتبارك لها أنها فكرة متطرفة، وما ترافق أيضاً من كلام أنك مُقبل على استحقاقات لا ترغب بوجود من يشوش عليها، وما أكد كل ذلك هذه التصريحات لبيدرسون.
كل هذا التسلسل يؤكد أن هناك من يعمل في الداخل ليُقدم نفسه كأداة لتنفيذ مُقررات الخارج التي كان عنوانها بالخط العريض (محاربة #الإرهاب والمحافظة على سيادة الدولة السورية)، وما يؤكده أيضاً الحديث عن محاربة فكرة الخلافة عن طريق التغول على العاملين لها والحديث عن الاستحقاقات.
إن العمل المُشين الذي تم يحوي بين سطوره رسالات لجميع أهل الثورة أن شعار المرحلة القادمة هو القمع الشديد لمن يُفكر بالوقوف أمام تنفيذ القرارات، وأنه لن يُسمح لأحد أن يرفع صوته معترضاً.
إن #الثورة اليوم وبعد تصريحات بيدرسون وبعد الأفعال التي نُشاهدها تمر بمرحلة عظيمة، فإما أن تتكاتف الجهود وتتوحد وتنطلق لإجهاضها ومنعها من أن تُنفذ ومنع أي أداة أن تُمررها؛ وذلك برفع الصوت عالياً تجاهها والتجمهر للوقوف ضدها، وإما أن يبقى الصمت مسيطراً على المشهد فيتم تمريرها وبالتالي تُسلم البلاد والعباد للجزار يمارس عليها هوايته في القتل والتعذيب.
فالحذر الحذر، فعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يحصل، فالمجاهدون المخلصون يجب أن يقولوا كلمتهم، وأصحاب #الرأي من وجهاء وفعاليات ووجوه عشائر يجب أن يرفعوا صوتهم، فالقادم لم يعد يحتمل السكوت عليه. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً﴾.
---
كتبه: الأستاذ عبدو الدَّلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/3n2h9fk8