press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

يلماز شيلك

 

 

 

الخبر:
قال الرئيس التركي أردوغان إنه يمكنه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد "في أي لحظة" لاجتماع محتمل بشأن عملية تطبيع العلاقات التركية مع سوريا.

التعليق:
يواصل أردوغان إرسال رسائل دافئة من الصداقة إلى "الأسد جزار دمشق" الذي ذبح واضطهد وارتكب إبـ.ادة جماعية ضد ما يقرب المليون مسلم في سوريا وجعل معظم الناس لاجئين. في الثالث من تموز/يوليو، عقد أردوغان اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أستانة، عاصمة كازاخستان، حيث ذهب لحضور القمة الرابعة والعشرين لرؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، وبعد الاجتماع، أكد على أن تركيا عازمة على عدم إقامة دولة إرهابية على حدودها، وأكد على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاضطرابات التي توجد مناطق ملائمة للتنظيمات الإرهابية، وخاصة الحرب الأهلية السورية، وقال إن تركيا مستعدة للتعاون من أجل الحل.

وبالمثل، قبل أسبوع، صرح أردوغان بأنه "لا يوجد سبب يمنع تركيا وسوريا من إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية، وأنهما سيتحركان معاً بالطريقة نفسها التي تحركا بها معاً في الماضي". وأضاف أردوغان "في الماضي، كانت لدينا هذه الاجتماعات مع السيد الأسد، حتى إلى حد الاجتماعات العائلية. من غير الممكن أن لا يحدث هذا غداً"، وقدم غصن زيتون للنظام الأسد، قاتل الشعب السوري.

وأكد على رغبته في إعادة العلاقات التركية السورية إلى ما كانت عليه في الماضي عند عودته من المباراة بين تركيا وهولندا التي أقيمت في ألمانيا، وصرح بأنه يمكن توجيه دعوة لاجتماع محتمل مع الأسد "في أي لحظة"، وقال: "الآن وصلنا إلى نقطة حيث بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو استعادة العلاقات مع تركيا، سنظهر ذلك التوجه نحوه. لأننا لم نكن أعداء مع سوريا بالأمس، كنا نلتقي مع الأسد كعائلة".

وبخصوص هذه الدعوة، ووفقاً لإدارة الاتصالات الرئاسية، ذكر أردوغان أنه يمكن توجيه دعوة محتملة في أي وقت وأن روسيا والعراق يظهران توجهاً في هذا الصدد.
خطوات أردوغان نحو التطبيع مع سوريا هي جزء من الخطة الأمريكية، التي يدور في فلكها. وإشارة أردوغان إلى الأسد باعتباره مجرماً حتى يوم أمس والآن دعوته بالسيد الأسد هي خيانة عظمى. ربما يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يسمي الأسد صديقه في الأيام القادمة. في الواقع، لا ينبغي أن نتفاجأ إذا سمى نتنياهو، جزار غزة، الذي يرتكب مجزرة كبيرة في غزة، صديقه نتنياهو في المستقبل، لأن أردوغان شخص انتهازي للغاية وذو مصلحة شخصية. ولا يوجد صنم لن يأكله باسم السياسة الواقعية. لقد قدم تنازلاً تلو الآخر باسم تحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة وحماية مصالحه الخاصة. لقد فقد أفكاره ومشاعره تماماً. وهو لا يختلف عن الميت الحي! لم يعد لأخوة الأنصار والمهاجرين، التي كان يحتفظ بها على جدول الأعمال ويتحدث عنها بلغة فخمة، لم يعد لها أي معنى أو مفهوم بعد الآن. لقد خدع إخوانه بهذه اللغة الرنانة لسنوات عديدة. وباع إخوانه بثمن بخس لإرضاء الأحزاب المعارضة والدوائر العلمانية والكمالية التي كانت غير مرتاحة لوجود المسلمين السوريين في تركيا. والآن هو على وشك إلقاء المسلمين السوريين الذين يدعوهم إخوانه في أحضان الأسد، جزار دمشق. والهجمات العنصرية ضد المسلمين السوريين في قيصري وبعض المدن الأخرى هي مؤشر على ذلك.

في الواقع، هذه الخيانة الأخيرة من أردوغان ليست جديدة. لقد استمرت بلا انقطاع منذ بداية الثـ.ورة في سوريا في عام 2011. أحياناً ظهرت هذه الخيانة من خلال بعض العمليات العسكرية ضد سوريا، وأحياناً استمرت الاجتماعات الخائنة خلف الأبواب المغلقة. لم يقف أردوغان أبداً إلى جانب المسلمين السوريين، بل على العكس، كان دائماً إلى جانب الدول الكافرة والظالمة التي تآمرت ضد الثـ.ورة والانتفاضة. والحقيقة هي أن أردوغان باع دنياه وآخرته بهذه الخطوات التي اتخذها. فليعلم أن الله تعالى والمسلمين لن ينسوا أبداً هذه الجرائم لأردوغان وأمثاله، وتعاونهم مع الظالمين والكافرين، وخيانتهم للأمة. ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً﴾.

- كتبه: الأستاذ يلماز شيلك