الخبر:
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لا تؤيد تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، لافتاً في رد بالبريد الإلكتروني على مكتب وكالة رووداو في واشنطن حول جهود تركيا لتطبيع العلاقات مع سوريا بالقول: "واشنطن لا تدعم هذه الجهود". (آر تي، 17/07/2024)
التعليق:
لم تكد تمر أيام على انتفاضة الحاضنة الشعبية في أماكن سيطرة النظام التركي حتى بدأت تخرج البيانات خلف البيانات تستنكر التواصل مع النظام المجرم وترفضه ولا تشجعه؛ منهم من يقول ليس وقته، ومنهم من يقول لن نسلمكم، ومنهم من يقول إنه ليس في هذه الفترة القريبة، ومنهم من برره بأنه لأمور خاصة تتعلق بالرئيس، ومنهم من وصفه بأنه اقتصادي، وآخرها كان تصريح معلمهم الكبير، بأنه يرفض تطبيع العلاقات، وقد جاء ذلك بعد تصريحات من نظام المجرم أسد بأنه لن يجلس ما دامت أراضيه محتلة!
إن أفكار التطبيع جاء بعضها وراء بعض، حيث ابتدأت بنية فتح معبر أبو الزندين، ثم جاءت تصريحات أردوغان التي تحدث فيها أنه لا مشاكل لديه مع أسد وأن علاقاتهم عائلية وأنه سيوجه له دعوة لزيارة تركيا.
كل ذلك كان يزيد الاحتقان ويضغط صدور الناس وخزان صبرها، حتى جاءت أحداث قيصري فخرج الناس عن طورهم، وثاروا ثورة بركان ذكرتنا بأيام الثورة الأولى، حيث عبروا عن رفضهم للوصاية، ورفضوا أعمال التطبيع لأجل التسليم، وتحدثوا عن المعابر وغيرها، وعبر الناس عن كل ما احتقن في صدورهم. لقد كان كثيرون يتوقعون أن المنطقة قد بردت وهدأت وأنه تم تدجين الناس ولكن ما حصل أثبت عكس ذلك. ولا أتحدث هنا عن النفَس الثوري فذلك كان مشاهداً وبقوة، بل عمن كان لا يؤمن بقدرة الناس على إحداث الأثر لو تحركوا، عن الذين يقولون إن الناس لا يستطيعون شيئا، فقد ثبت لهم خطأ ما كانوا يظنون، لقد صار كثير منهم يقول والله إن الناس بيدها كل شيء، ولو أرادوا لتحقق الكثير، فرحة عارمة أن النفس الثوري حاضر وبقوة.
بعد كل ذلك كان لا بد من إعادة تهدئة الشارع وترتيب الأوراق فجاءت تلك التصريحات منكرة هذا التطبيع، كما بدأت تظهر حركات على الأرض تهدف إلى تهدئة الناس وحرف تحركهم وإفراغ نشوة الانتصار عندهم.
إن على أهل الثورة أن يؤمنوا بقوتهم وقدرتهم وأن يستذكروا الكثير من الأحداث التي تثبت ذلك، كما أن عليهم أن يعلموا أن هناك من يعمل على حرفهم عن ذلك، وأن غايته ليست صافية ونواياه ليست بريئة.
إن الثورة اليوم تمر بأحداث كبيرة، للحاضنة فيها دور كبير، وما حدث في بنش من انتفاضة ليس إلا دليل على ذلك، لذلك على الجميع أن يتجهز وأن يرتب نفسه فالقادم خير كثير وكبير على الثورة، يحتاج لمن تآزر بنية العمل والاستمرار، لنعلم أننا أصحاب قوة وأن مقولة "الحاضنة هي بيضة القبان" هي عبارة حقيقية وصحيحة، يعملون على تشويهها حتى لا ندرك مصدر قوتنا، ولكن يأبى الله إلا أن يُحدث أحداثاً تُثبت ذلك، فكونوا على موعد مع النصر والظفر وهزيمة الأوغاد بإذن الله.
----------
- كتبه: عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا