press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٢١٢ ٢٢٠٨٤٥

 

إن إدراك أسباب سقوط الدولة وكيفية هذا السقوط لهدفٌ رئيسيٌّ وليس مجرد دراسة تاريخية، فمنه يدرك المسلمون والعاملون مكر الغرب ويدركون معه كيفية إعادتها من جديد ثم المحافظة عليها.

فقد تآمر العالم كله على دولة الخلافة العثمانية وذلك من خلال خطوات أدت إلى إضعافها وتمزيقها ثم إسقاطها وغيابها عن العالم في رجب سنة 1924، والخطوات كانت:

الخطوة الأولى: كانت عبر الغزو الفكري والثقافي، وذلك من خلال إثارة النعرات القومية لدى القوميات كافة وبين الأتراك والعرب خاصة مستخدمين بذلك أجهزة استخباراتهم من المستشرقين ومن أبناء جلدتنا كالكواكبي وأمثاله، إضافةً إلى إدخال أفكار علمانية إلى أدمغة الناس ليقبلوا النظام العلماني كبديل لنظام الخلافة وذلك من خلال جمعيات ومؤسسات وتيارات علمانية ساعدت بنشر الأفكار العلمانية المضبوعة بالثقافة الغربية الرأسمالية.

الخطوة الثانية: إرسال العملاء والجواسيس إلى الدولة العثمانية وأراضي الجزيرة العربية بوصفهم مسلمين وأشهرهم لورنس العرب الذي سمي بملك العرب غير المتوج والذي تآمر مع (الشريف) حسين حاكم مكة لقيادة ما عُرف بالثورة العربية الكبرى والتي كانت تمرّداً على الخلافة، ومن أمثال لورنس كان الكثير ومنهم الجاسوس هاري جون فيلبي أو الحاج عبدالله فيلبي كما كان يسمي نفسه ويعمل مستشاراً عند عبد العزيز آل سعود.

الخطوة الثالثة: إشعال حرب عالمية كبرى ودفع الدولة العثمانية لتكون فيها طرفاً خاسراً في معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل، وحصل ذلك بسبب ضعف الفهم السياسي الذي كان في الدولة حينها.
أما الحسم العسكري الذي قادته بريطانيا وعملائها أمثال (الشريف حسين) كخطوة أخيرة، فلم يكن أهم هذه الخطوات بل كان نتيجة طبيعية للخطوات السابقة.

أما خاتمة خطوات الإسقاط فكانت الخطوة الخامسة التي صنعوا فيها البطل المنقذ بينما كانت الخلافة العثمانية تنهار، حيث خططت بريطانيا لتجعل من ضابط تركي مغمور بطلاً يظهر فجأة في ثوب المنقذ للشعب التركي وهو مصطفى كمال أتاتورك، فهيأت بريطانيا لمصطفى كل الظروف ليحقق انتصاراته في معاركه وخصوصاً ضد اليونان، حتى أصبح أمل الجماهير ومكنوا له لينزل بالمسلمين وبحكم خلافة الإسلام ضربةً مميةً تمثلت بإلغائها وإزالة سلطان الإسلام في الأرض.

=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
طارق جندالي