press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٣ ٢٢٢٦١٩

 

إلى المفكرين والمثقفين والعلماء الذين يقفون عاجزين عن إعطاء الحل ويدّعون أنه لا حل لمشاكل المسلمين من الفقر والقتل والانقسام والتشريد والاحتلال وسيطرة الدول الكافرة على ثروات الأمة ومقدراتها، ويشبهون حال الأمة اليوم بالسجين المحكوم بالسجن المؤبد ولم يبق له عمل سوى الدعاء، أو بالمريض بمرض عضال لا أمل له بالشفاء منه.

نقول لهم: إن عجزكم عن إيجاد حل يعود إلى أنكم تعلمتم كيف يفكر غيركم لا كيف تفكرون أنتم باعتباركم مسلمين.
إن طريقة حل الغرب لمشاكله التي ألزمتم أنفسكم بها تجعل الواقع مصدر التفكير لتبتكر العقول البشرية الحلول لمشاكله وأزماته.
ولكن طريقة الإسلام في حل مشاكل الحياة تختلف جذريا عن ذلك، فهي توجب فهم الواقع، والوقوف على دقائق المشكلة، ولكن ليس لاستنباط حل أو معالجة منها، بل لاستنباط معالجة لها من الدليل الشرعي، الذي يرشدنا إلى الحكم أو المعالجة التي أنزلها ربنا عز وجل، لأن الحلول والمعالجات و الأنظمة حسب عقيدة المسلمين تكون وفق شرع الله وحسب النظام الذي أنزله الله وأمرنا بالالتزام به لننال سعادة الدنيا والآخرة.
إن طريقة حل المشاكل التي أوجبها الإسلام علينا هي أن نفهم واقع المشكلة، ثم نأتي إلى الأدلة الشرعية المتعلقة بهذه المشكلة ليستنبط منها من يمتلك أهلية الاجتهاد حكما شرعيا تعالج به المشكلة ويعمل على تغيير الواقع حتى يتناسب مع الحكم الشرعي وليس على تطويع الحكم الشرعي ليتناسب مع الواقع. وبذلك تتحقق سيادة الشرع وتكون معالجاته وأنظمته هي المطبقة.

ولذلك كان الرضا بالأمر الواقع والركون إليه والتعايش معه ليس من الإسلام في شيئ ولا هو طريقة من طرق معالجة الواقع بل هو ترسيخ له، ودوران في الدائرة المغلقة التي وضعنا فيها أعداؤنا، ستبقينا نعيش في التيه والضياع والتخلف.

ولهذا نقول لكم: إن واقع الأمة اليوم أنها تعيش متمزقة تحكمها أنظمة كفر وتتحكم بها أفكار غريبة مسمومة من ديمقراطية عفنة وإقليمية ووطنية وطائفية وعرقية وقومية نتنة.

ولهذا يكون الحل بعد فهم واقع الأمة هو أن نعود إلى مصدر عزنا ألا وهو الإسلام، من خلال إقامة الخلافة التي هي أوجب الواجبات و تاج الفروض على المسلمين، وعلينا أن نجعل ذلك القضية المصيرية لنا، نعيش ونموت لأجلها، لأنه بدونها تضيع التضحيات وتهدر الطاقات وتبقى حياة الضنك والشقاء وتحكم الأعداء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به).
فبها نسترد قرارنا ونطبق إسلامنا ونحمي ثرواتنا ونحرر مقدساتنا، بل ونحرر البشرية من جور الأنظمة الوضعية الظالمة.

وهذا الفرض له طريقة شرعية لإقامته، كما أن للصلاة طريقة لإقامتها وأدائها، وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أقام بها دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، لذلك يجب على المسلمين معرفتها والتقيد بها، والعمل مع العاملين لإقامتها ونصرتهم.
قال الله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي