press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

 

٢٠٢١٠٣١٩ ١٣٢٢٥٣

إن من طبيعة المجتمعات أنها عندما تتعرض لأخطار تهدد وجودها، أن تنشأ فيها ردة فعل تجاه هذه الأخطار مما يولد أحاسيس جماعية مشتركة تدفع بالمجتمع للبحث عن حل لهذه التهديدات (أسبابها ومسبباتها) أي تحصل عملية فكرية للبحث والتوصل للحلول.

وهذا ما حصل بالضبط مع الأمة الإسلامية عندما أصابتها فاجعة هدم دولتها التي أدت إلى تمزيق بلدها وتشتيت شمل أبنائها وتغيير نظام حكمها وخضوعها لدول الكفر وأنظمته، إما بالاستعمار المباشر أو من خلال حكام عملاء.
وأضف إلى ذلك كله ما قام به المستعمرون من زرع كيان لليهود الصهاينة في فلسطين أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما كان من الأمة بعد أن تأثرت بهذه الأحداث إلا أن قامت بمجموعة محاولات لإيجاد حل عبر أعمال وحركات ولكن باءت بالفشل لأنها كانت عبارة عن أعمال ارتجالية لا ترق لمستوى المكر وعظم الفاجعة والحدث.

إلى أن أكرم الله تعالى هذه الأمة بثلة من أبنائها العلماء الربانيين الذين تأثروا لما حصل لأمتهم والحال الذي وصلت إليه، فقامت هذه الثلة بوضع واقع الأمة موضع التفكير، بدراسة لما هو عليه المجتمع وما تعرض له وحاله اليوم، كما درسوا علاقة الأمة بالحكام وعلاقة الحكام بالأمة، واعتنوا كذلك بدراسة مكونات المجتمع من أفكار منتشرة ومشاعر متبادلة بين أبناء الأمة فيما بينها.
واهتدوا إلى المشكلة الأساسية التي تعاني منها الأمة وإلى قضيتها المصيرية التي يتوقف عليها مصيرها وهي غياب الحكم بما أنزل الله بعد هدم الخلافة الإسلامية.
وبعد هذه الدراسة عرضوا واقع الأمة على الأحكام الشرعية فتوصلوا إلى فكرة الحل الصحيح الذي يستند إلى الوحي، وكذلك توصلوا إلى طريقة لتنفيذ هذه الفكرة وكل ذلك باستنباط صحيح ودقيق من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فحددوا هدفهم بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، والتزموا طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامته للدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة باعتبارها أحكاما شرعية واجبة الاتباع.

هذا الثلة كانت النواة الأولى لحزب التحرير، الحزب السياسي الذي يتخذ من الإسلام العظيم مبدأ، ويعمل لغاية استئناف الحياة الإسلامية وإعادة تطبيق نظام الإسلام على المسلمين من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات وأنظمة حكم وإقتصاد وإجتماع وتعليم وسياسة خارجية.
وهذا التطبيق للإسلام على المسلمين يعيد لمجتمعهم إسلامه وثقافته وهويته، ولا يحصل ذلك كله إلا بإقامة الخلافة ونصب خليفة للمسلمين، وبذلك تتحقق بشرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ووعد ربنا تبارك وتعالى الذي قال: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون).

========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي