press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم

 

 

قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) )(الأحزاب 7-8)
فسر بعض المفسرين (الصادقين) المذكورين في الآية بأنهم المرسلين المذكورين في الآية التي سبقتها ، أي ليسأل الأنبياء عن تبليغهم الرسالة إلى قومهم حكاه النقاش . إلا أن المدقق في كلمة الصادقين لا يرى فيها معنى الحصر بالأنبياء والمرسلين ، وإنما تشمل لغة أيضاً كل من سار على منهج المرسلين وحمل الدعوة إلى الإسلام وادعى الصدق فيما يقول ويفعل ، وعلى ذلك فهو مسؤول أمام الله في حمل تلك الأمانة وفي تبليغ الدعوة كما أراد الله سبحانه وتعالى ، وفي الثبات على تلك الدعوة تأسياً بالأنبياء والمرسلين .
وقد وردت بعض الآيات الأخرى التي تسلط الضوء على صفات هؤلاء الصادقين وكيف يثبتون صدقهم أمام الله ، فهم يتعرضون للفتنة من قبل أعدائهم فمن ثبت منهم فهو الصادق (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (النمل 2-3) وهم الذين يقدمون الغالي والنفيس والأرواح رخيصة في سبيل الله (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلصَّدِقُونَ ) (الحجرات-15)
نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين في إيماننا قولاً وعملاً ، ويثبتنا على الحق الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام ، وأن يثبت أقدامنا يوم السؤال ، وأن نكون جديرين بحمل الأمانة التي كلفنا الله بحملها ، حتى ننال رضوان الله وجنته في عليين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



===
أحمد الصوراني