أظن أنّ الكثيرين شاهدوا مايفعله مهندسي البناء عندما يقومون بإزالة الأبنية المتهالكة أو المتصدع أساسها ، فهؤلاء المهندسون يستخدمون أحياناً كتلة حديدية تعمل على تحطيم تلك المنازل ، وتلك الكتلة تضرب نحو مكان مهم و محدد ، حتى لا تحتاج لوقتٍ طويلٍ وجهودٍ إضافية لإزاحة هذا المبنى المتهالك أو ذاك .
وهذا عين ما تحتاجه ثورة الشام المباركة الآن ، بعد انطلاقة موجتها الثانية تبتغي بها استعادة القرار وتصحيح المسار ، فأهداف الثورة لم تتحقق بعد ، وهي وإن تراجعت قليلاً ولكن مازال هناك الكثيرون ممن يحملون أهدافها بقلوبهم وعقولهم ، يدفعهم إسلامهم لحمل هذه الأهداف ،
ومع الموجة الثانية لهذه الثورة العظيمة ، يحتاج هؤلاء الحاملون للأهداف الذين ما فترت عزائمهم ولا لانت لهم قناة ، أن يكونوا يد الحاضنة وعقلها وقلبها ، والكتلة التي تحمل بصدق ووعي وإخلاص أهداف أعظم ثورة عرفها التاريخ الحديث .
كتلة تتحطم عليها وبها مؤامرات المتآمرين ومبادرات المصلحين المتذبذبين ، الساعين لأخذ أهل الشام إلى نفقٍ جديدٍ من التآمر والضياع .
ياأهلنا في الشام أنتم في كفالة الله فلا تخسروها ، ومن كفالته سبحانه أن جعل بينكم هذه الكتلة المنيرة المستنيرة ، فالتفوا حولها وكونوا عوناً لأنفسكم في سلوك الطريق الصحيح نحو إسقاط النظام المجرم بدستوره و بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه بإذن الله وماذلك على الله بعزيز .
----------
عبد الرحمن الجلوي