عندما جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الحق والعدل المتمثلة بالإسلام وبدأ يصارع أنظمة الكفر والشرك بها ، كان الناس لهم أرزاق وأعمال ووظائف ومصالح مختلفة ، و لكن كان لسادات قريش الكلمة العليا ، و لهم الكثير ممن يأتمر بأمرهم و يسمع لهم ، و عندهم الكثير من الأساليب و الوسائل التي حاربوا فيها أهل الحق ليمنعوا نشره ويقفوا حاجزاً قوياً أمامه .
ثم من كان حيادياً آنذاك ومنعته مصالحه الشخصية أو خوفه من بطش الظالمين ، قد خسر خيراً كثيراً لا يعوّض ، وحُرم من أن يسجل اسمه مع الصحابة الكرام الذين حملوا الحق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن الحق يرفع صاحبه بعد حمله إلى منازل الكرام ، فها هو سيدنا بلال بن رباح وخبّاب بن الأرت كانوا عبيداً في جاهليتهم ، فأصبحوا رموزاً وأسياداً رضي الله عنهم وأرضاهم بعد أن دخلوا في صراع الحق مع الباطل ، وأصبحوا رجالاً للحق ضد الظالمين ، وإن الباطل يهوي بصاحبه إلى الحضيض ويتبعه اللعنة إلى يوم الدين ، كما هو حال سادات قريش أبو لهب وأبو جهل وغيرهم .
أما عن الشخص المحايد فيكفي فيه مقولة سيدنا علي رضي الله عنه " إن الشخص المحايد في صراع الحق مع الباطل ، هو لم ينصر الباطل ولكنه قد خذل الحق " ، فلا تكن أخي الكريم من هؤلاء الناس ولا تحرم نفسك الخير الكثير ، و لا تحرم نفسك أن تكون من السباقين لحمل الحق و الدفاع عنه و الصدع به في وجه الطغاة و الظلمة ، واسعى دائماً لتكون من رجال الحق الذين يسجلون أسمائهم في صحائف العز و في سجل العاملين لبناء صرح دولة الإسلام العظيم .
------------
عبود العبود