عمل النظام البعثي المجرم على صبغ أجهزته ومؤسساته بعقلية استبدادية على نهج الطاغية فرعون، ( ما أريكم إلا ما أرى )، ومن كان موظفاً في المؤسسات كلها كان يشاهد ويلمس حقيقة استبداد من كان يديرها ويفرض قراراته بسطوة السلطة .
و بعد أن انطلقت ثورة الشام المباركة وهي تتطلع للتغيير، مطلقة شعارات إسلامية وجد الشعب في الثورة سبيلاً للخروج من هذه العقلية التي جثمت على صدره وأرهقت البلاد والعباد، ولكن ماهي إلا فترة من الزمن حتى أعادت نفس الشخصيات التي ادّعت أنها ثورية العقلية الاستبدادية نفسها.
و قد ساعدها في عودة الاستبداد تآمر الدول على ثورة الشام و خشيتهم أن تخط طريقها بعيداً عن هيمنة الدول المتآمرة ففرضت على الناس ممثلين مصنعين عنهم، كالمجلس الوطني، و من ثم الائتلاف و الحكومة المؤقتة. و أغرت قادة المنظومة الفصائلية و على رأسهم الجولاني كي تمارس التسلط و القمع.
فعادت العقلية نفسها بسطوة شهوة المناصب والبروز والعقلية الاستبدادية المخابراتية التي كانت توجه لمثل هكذا أدوار .
ونحن الآن في الموجة الثانية من الثورة وفي خضم الموج الهادر من الثائرين المطالبين بإسقاط الجولاني وجهاز ظلمه وتبييض السجون من المعتقلين ظلماً، تبرز أهمية الحذر من العودة لعقلية التسلط ووجوب التركيز على التخلص منها و القضاء عليها، و خاصة أن أبناء الحراك اليوم عندهم تجارب طويلة عبر سنين القهر والاخفاق،
و قيام المتسلطين بمحاولة النيل من كرام أهل الشام.
و علينا أن لا نسمح بعودة العقلية الاستبدادية التي كبلت أيدي ثوار ومجاهدي أهل الشام، وخاصة بعد ان اكسبتنا التجارب القاسية عبر سنوات المعاناة الوعي الكافي بإذن الله لإفشال كل مخططات الارتباط و التسلط.
وإننا بإذن الله مستمرون في طريقنا نحو النصر والظفر واقتلاع النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه .
===========
عبد الرحمن الجلوي