القارئ للتاريخ والمتمعن في سنن الله سبحانه وتعالى في تنزيل النصر يدرك تماماً أن للنصر أسباباً وشروطاً لم تخترق لأحد من عباد الله .
فمن أسباب النصر الثبات على المبدأ وعدم التنازل أو المساومة أو التفاوض عليه أو متعلّقاته ، والتمسك بالمطالب الشعبية المحقة ،
وعلى النقيض ليس من أسباب النصر اللجوء مثلاً إلى الظالم ومحاورته ومفاوضته ، فالظالم يحاكم ويقتص منه على أفعاله الإجرامية لا يُحاور ولا يُهادن ولا يُفاوض .
إن المبادرات والمفاوضات وتحكيم لغة المصلحة مع طاغية ظهر للعيان ظلمه و إجرامه و انحرافه عن الطريق القويم ، و خداعه لأهله و تنكره حتى لرفاق دربه هو منزلق خطير و فخ كبير لأهل التغيير ، و هو طوق نجاة و فسحة من الوقت للطاغين و الظالمين .
إن التفاوض والمساومة على ثوابتنا وأهدافنا هي انقلاب على الثوابت و الأهداف ، فهاهم المعتقلون الشرفاء ما زالوا داخل سجون الظالمين ، يساومهم على دينهم و مواقفهم و يساوم أهلهم لكي يتخلوا عن واجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و الأخذ على يد الظالم و محاولة أطره على الحق أطراً .
والأهم من ذلك إن رضينا بالحوار ترَكَنا الله سبحانه وتعالى إلى أنفسنا ونزَعَ عنا العون والمدد ، وبالتالي إذا أردنا النصر لهذا الحراك المبارك وجب علينا التمسك بأهدافه و الحفاظ على ثوابته ، والاستمرار بعزيمة صلبة حتى يتنزل نصر الله علينا ونحن على ذلك ، فنكسر قيد المعتقلين ونسقط حكم الظالمين ونقيم في الأرض حكم رب العالمين .
يقول الله عز وجل:
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا:
رامز أماني