ما يبعث فيك روح الأمل والتفاؤل والإصرار ما حصل في اعتصام إدلب المؤقت عصر يوم الاثنين ، ليس فقط هدوء المتظاهرين وسلميتهم وجلوسهم على الأرض لإكمال ما أتوا من أجله ، ولا مكان الاعتصام (باعتبار أن له رمزية في الحراك) ، إنما هو ذلك الموقف الرائع من المتظاهرين عندما هددهم الأمنيون بالعسكر إن لم يفكوا هذا الاعتصام وينفضوا من الساحة ، وماهي إلا دقائق حتى جاءت المصفحات وعليها الرشاشات والعسكر المجعبين، فصاحت الجموع بصوت واحد هز إدلب قاطبة : (الجيش والشعب إيد وحدة)، فقام أحد العسكريين و كان على ظهر المصفحة بوضع يديه على رأسه ، مشيراً إليهم بالتحية والتقدير بموقف عفوي خرج منه ، تخيل معي كم من الجهود الجبارة في التدليس والخداع تعرض لها هذا المجاهد و غيره من المجاهدين من قبل الشرعيين و المرقعين حتى ينزل ويقف هذه الوقفة بوجه أهله الذين خرجوا لأجل المعتقلين في سجون الجولاني المجرم ، ولكن هذه الجهود بفضل الله ذهبت سدى بسبب صدق اللهجة في الخطاب من إخواننا المتظاهرين ، و في حسن أسلوبهم في البيان والخطاب ، وهذا يدل على اهتداء أهل الحراك إلى البوصلة الصحيحة بخطابهم أبناءهم و إخوانهم من مجاهدي الهيئة ، و يدل على مستوى الوعي الذي وصل إليه أهل الشام ، وحرصهم على مصلحتهم و مصلحة جهادهم ودمائهم من أن يستهلكها الجولاني ويوظفها في سبيل كرسيه المعوج .
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الحي حاج حسن