كون الحراك شعبياً بامتياز يعتمد على أعمال سياسية شعبية بعيداً عن الأساليب المادية ، ولتميزه بالوعي والخبرة فقد استطاع الفصل بين الجولاني وأمنييه المجرمين وبين العسكرة في الهيئة .
فقد نزع هذا الحراك من الجولاني شرعيته أمام الحاضنة ، و القوة العسكرية التي حاول خداعها و تسخير طاقاتها ضد مكونات الثورة الأخرى التي تعارضه أو تعرقل سياسته ، و بعد أن انكشفت حقيقته أمام الصادقين أصبح الجولاني يصطنع وجهاء ليستعملهم في مواجهته للحراك ، فيطلب منهم في كل جريمة يرتكبها أن يصدروا البيانات و يسوقوا المسوغات و يسيروا في طريق محاولات القضاء على أي تحرك صادق ، لتكون النتيجة بيانات تضيع الحقوق و تخذل الاعتداء على الحرمات و النفوس البريئة .
أيها الوجيه إن التصدر لقادة الناس و التحدث باسمهم يجب أن يكون صاحبها ذو مواقف صادقة و أن يكون حراً أبيّاً ، فلا يُلحق العار والذل بمن يتكلم عنهم أو يمثلهم ، ولا يكون وصمة عار عليهم ، كما يتطلب منه أن يكون شجاعاً مقداماً صاحب مبدأ وثبات ، فلا يكونُ سيفاً من سيوف الظالم يضرب به أهله وعشيرته ، وقد كان "الأحنف بن قيس" وجيهاً في قومه ، شجاعاً ذا رأي ، فإذا غضب غضب لأجله مئة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب .
أيها الوجيه إنها والله أمانة عظيمة ومسؤولية كبرى وفي الآخرة حسرة وندامة ، فأدها بحقها مهما كلفت من ثمن أو تراجع خطوة ، ولا تكون ممن يعين الظالم ويطيل في عمره فيلحقك العار والذل في الدنيا والآخرة .
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الحي حاج حسن