عندما يشتد الخطب وتسد السبل ويبلغ مكر الأعداء ذروته ويكثر المستهزئون وينبري المتربصون ليصطادوا فرائسهم في الماء العكر، عندها يزداد من يسير في طريق التغيير الحقيقي ثقة ويقيناً باقتراب النصر.
فهذا الطريق سلكه الأنبياء والمرسلون وأتباعهم من قبل ولاقوا فيه من الأذى والاستهزاء والمكر، بل أكثر من ذلك فمنهم من قتل وصلب، ومنهم من نشر بالمناشير ولم يثنهم ذلك عن المضي في طريق التغيير الطريق الذي يتلمس به المؤمن رضى الله تعالى. ولقد تكفل الله تعالى بعباده المؤمنين الذين يسيرون في هذا الطريق وهو الذي يدافع عنهم، قال تعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)، وقال عز من قائل:( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).
فبعض الناس إذا نزلت بهم الشدائد سرعان ما يقنطون، لكن الله جعل لكل أجل كتاباً، وجعل لهذا الهم نهاية، ولهذا الكرب تفريجاً، ولكن العباد يستعجلون. كتب عمر إلى أبي عبيدة رضي الله عنهما: "مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسر يسرين".
نسأل الله تعالى أن يجعل لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أعداء الله أجمعون.
-----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد القادر الحجي