طلب السلطان سليمان القانوني ذات يوم أن تهدم سرايا قديمة لبناء سرايا جديدة مكانها. وعندما فرغ المهندس من عمله، قال له السلطان لقد استخدمت في الهدم عمالاً غير العمال الذين استخدمتهم في البناء، فأجابه المهندس لأن العمال الذين يصلحون للتدمير لا يصلحون للتعمير..
واليوم نفس الحادثة تتكرر في ثورة الشام المباركة، فمن هدم وباع وسلم لا يمكن أن يحرر ويعيد الأرض المغتصبة ولا يمكن له أن ينتصر لعرض، فمن خان مرة يخون ألف مرة ولا يؤتمن بعدها، فما بالك بمن خان ثورة قدمت الغالي والنفيس وأكثر من مليون شهيد، وألاف مؤلفة من المعتقلين والأعراض التي تنتهك في سجون النظام المجرم صباح مساء!
فمن سيقود المرحلة ويستلم الراية يجب أن يكون مخلصاً وواعياً، لم يخن ولم تتلطخ يداه بدماء أهله ولم يظلم ويتجبر ويهدم بنيان الثورة ويوالي أعداءها.
لذلك يجب علينا كي نواصل مسيرة الثورة أن نعمل لاستعادة القرار العسكري والسياسي من قادة المنظومة الفصائلية الذين هدم الثورة و باعوا البلاد و أن نتخذ قيادة صادقة ذات مشروع واضح و بعدها نقوم بفتح الجبهات لإسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام عبر دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة.
ففي ذلك وحده خلاصنا و فلاحنا، وإلى ذلك ندعو كل مخلص يرجو النجاة في الدنيا والآخرة.
----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز