بعد ما حدث للثوّار في حلب من خذلان وتشرذم أفسد مكاسبهم وما حدث من تورّط البعض في ولاءات ووعود كاذبة من دول ضرار عميلة تأكّد زيفها اليوم من خلال الدماء المسفوكة والأشلاء المتناثرة...
بعد هذا الدّرس البليغ المرير نتقدّم بهذه الدعوة الصريحة الحارّة إلى كلّ فصائل الثورة في ليبيا الذين يحملون فعلا همّ الثورة والغيارى على هذه الأمة المتطلعين إلى دولتها مجدّدا:
1- كفّوا عن هذا التنافر والتناحر فبين ثغرة وثغرة يسكن شيطان الإنس وشيطان الجانّ... والعدو يتّخذ تشتتكم مهما كانت مبرّراتكم فرصةً لتثبيت أمره في ليبيا وتعقيد خلاصها.
2- كفّوا عن الاستناد إلى دول المنطقة ودول الخليج ومن باب أولى الدول الغربية فهي لا تريد إلاّ إفشال الثورة ومنع مآلاتها الإسلامية ونزعتها إلى التحرّر النهائي من الاستعمار... وهذه الدول خسّتها مجربّة ومعروفة.
3- داخليّا كفّوا عن الاعتبارات القبلية والجهوية فأحسن مآلاتها مزيد من الانفصال والشتات ومن ثمّ سيطرة الاستعمار واستعمالكم ضعفاء تتقوون على بعضكم بالغرب عبر إمدادات المال والسلاح... مع ما في ذلك من اقتتال بين المسلمين يعتبر في شرعنا من أكبر المحرّمات ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾... والله أنزلنا منزلة الأخوة ورتّب على أخوتنا واجب إصلاح ذات البين ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾...
4- بعد سقوط النظام الدكتاتوري الذي علمتم من شرّه ما تشيب له الولدان جاءتكم فرصة تاريخية للتحرّر على أساس الإسلام فهو الضديد الوحيد للاستعمار اليوم وهو النقيض الوحيد للنظام العلماني الرأسمالي... فلا تجعلوا مشاريعكم السياسية جزءا من هذا النظام الفاسد الباطل وإن تغيّرت الأسماء وتبدّلت الألقاب: بتسمية العلمانية مدنية وتسمية الحكم بغير ما أنزل الله ديمقراطية وتسمية تمزيق الأمة وطنية أو سواها...
5- انتبهوا أيّها المخلصون! فهذا النظام العالمي المتوحّش يشتغل على كلّ قضايا المسلمين لاستنزافها وإهدارها، فلا تكونوا أداة لعدوّكم من حيث تشعرون أو لا تشعرون واتحدوّا على كلمة الإسلام وتجاوزوا صغائر الأمور... قاتلوا الأعداء تحت راية واحدة لتوحيد البلاد في مرحلة أولى وضمّها إلى سائر بلاد المسلمين ثانيا في كنف دولة الخير، دولة العزّ؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... وما دون ذلك لا يعدو أن يكون عبثا ومضيعة للوقت واستخفافا بحرمات الأمة، أو إجراما وعمالة، فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا!
التاريخ الهجري 18 ربيع الأول 1438هـ
التاريخ الميلادي 1716م
رقم الإصدار: 02138هـ
رضا بالحاج
عضو المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/cmo/41061