شنّ الطيران الحربي الروسي وفق مصادر محلية من دير الزور 6 غارات جوية بالقنابل العنقودية على العبّارات النهرية التي كانت تنقل عشرات المدنيين الفارين من ريف دير الزور باتجاه مناطق أخرى ما أسفر عن سقوط أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى معظمهم من الأطفال و النساء.
لقد أضحت فرص النجاة معدومة حتى بالنسبة لأولئك المدنيين الذين اضطروا للفرار بفعل الغارات الجوية الكثيفة التي خلّفت عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين في حصيلة لم تتحدد بعد، ومرشحة للارتفاع نظراً لعدم إحصاء المفقودين الذين لا يزالون تحت الأنقاض حتى الآن. فبحسب ناشطين بالمدينة فقد تسجل خلال الأيام الماضية أكثر من ألف غارة جوية وإلقاء أعداد كبيرة من البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفسفورية بالإضافة إلى الصواريخ البالستية.
منذ آذار/مارس 2011 وسوريا في خضمّ حرب جائرة ومعارك ضارية أجبرت أكثر من نصف السّكان على مغادرة منازلهم؛ حيث فرّ ما يُقدر بنحو خمسة ملايين من البلد، ونزح أكثر من ستة ملايين داخلياً. لقد تسببت الأزمة السورية والتي وصفت بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحالي، في معاناة لا توصف للنساء والأطفال والرجال في كافة المناطق، لا سيما تلك التي ثارت على جور النظام البعثي الغاشم الذي استخدم آلاته العسكرية وتحالفاته السياسية والعسكرية لوأد الثورة بل وحرفها عن مسارها ليستقر الأمر بتحالف دولي أجمع على محاربة الإسلام على أرض الشام.
سنوات طوال عملت فيها أمريكا على إخضاع أهل الشام بكافة الوسائل والأساليب منها الهدن واتفاقيات وقف القتال الذي بدأ في 30 كانون الأول/ديسمبر 2016 بعد اتفاق الأطراف المجتمعة آنذاك في أنقرة والذي لم يُفرض على النظام وأحلافه، إذ وفق متابعة مجريات الأحداث العسكرية على الأرض ما زالت المجازر تُرتكب وما زال القصف العشوائي هو سيد الموقف في المناطق التي لم يشملها القرار بحجة مكافحة (الإرهاب).
وها هي معارضة الخارج ما زالت تجتمع ابتداء من جنيف 1 إلى جنيف 8 ومن ثم أستانة 1 وصولا إلى أستانة 6، حيث تشير كافة التصريحات إلى بدء تنفيذ خطة أمريكا وحلها الأخير الذي فرضه صمود أهل الشام ألا وهو الاحتلال العسكري لسوريا عبر دراسة إمكانية إرسال قوات حفظ السلام إلى مناطق خفض التصعيد وخاصة إلى محافظة إدلب، ولتنفيذ مآربها الاستعمارية كثّفت هجومها العسكري الشرس على المناطق واستهداف المدنيين والبنى التحتية وارتكاب المجازر تلو المجازر، حيث أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ أيام، بأن العنف في سوريا هو الأسوأ منذ سقوط حلب.
وها هم حكام المسلمين يتزلفون لأعداء الإسلام، فتعقد مملكة آل سعود الصفقات الاقتصادية وتضع الرؤى المستقبلية لتعاونها الكامل مع قاتل أطفال سوريا خلال زيارة ترحيبية في عقر داره!! وها هو حاكم باكستان يقوم بتدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا بينما هي تلقي صواريخها من غواصاتها وطائراتها لتهدم البيوت على ساكنيها!! وغيرها من المواقف المخزية التي يُندى لها الجبين بينما يرى العالم أشلاء أطفالنا ويسمع صرخات أمهاتنا، حتى الشجب والتنديد أضحى من الماضي ولا يتوافق ومبلغ عمالتهم للغرب الكافر.
لم يعد هناك أوضح من هذه العمالة وتلك التصريحات التي كشفت الغاية الاستعمارية لأمريكا وحلفائها، والتي وعلى الرغم من كل إجرامهم بحق المسلمين إلا أنهم فشلوا بل وأيقظوا المسلمين أكثر على إسلامهم، وأيقنوا أن من يمد اليد لأمريكا وحلفائها هو من يقف عثرة في وجه عودة الإسلام إلى الحكم، في وجه عودة الخلافة الراشدة الثانية تحديداً.
نقول لهؤلاء إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قادمة بإذنه تعالى لأنها وعد الله وبشرى رسوله ﷺ، كما نذكر المسلمين بقوله تعالى ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ﴾.
التاريخ الهجري 20 من محرم 1439هـ
التاريخ الميلادي الثلاثاء، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2017 م
رقم الإصدار: 1439هـ / 002
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/cmo_women/46976.html