صباح يوم الأربعاء 2021/10/20، استهدفت قوات الأسد أحياء عدّة في مدينة أريحا المكتظّة بالمدنيّين بأكثر من تسعة قذائف مدفعيّة بشكل متتابع سقطت بالقرب من عدّة مدارس تعليميّة وخلّفت عدّة شهداء من بينهم مدرّسة لغة عربيّة كانت في طريقها لدوامها اليوميّ وطفل كان يحمل حقيبته على ظهره وفي طريقه لمدرسته، إضافة لأطفال آخرين ومدنيّين في أحياء عدّة من المدينة، علاوة عن سقوط قرابة 30 جريحاً. (شبكة شام).
مجزرة جديدة يرتكبها نظام الأسد المتوحّش وقوّات روسيا الصليبيّة في حقّ أهلنا في مدينة أريحا جنوب إدلب، هذه القوّات التي لا ترقب في الأطفال والنّساء الأبرياء إلّا ولا ذمّة وتتعمّد استهداف المدن الرّئيسيّة لا سيّما مدينة أريحا التي تشهد اكتظاظا وكثافة سكّانيّة كبيرة (أكثر من 50 ألف مدنيّ، وهي أكبر تجمّع سكنيّ بريف إدلب الجنوبي حالياً)، فتركّز ضرباتها نحو هذه الأهداف تشفّياً ولتجبر المدنيّين على النّزوح.
مجزرة تفضح زيف ما تدّعيه المعارضة من قيامها بمفاوضات مع النّظام - وبإشراف دوليّ - لإيجاد حلول؛ مجزرة تكشف تواطؤ المجتمع الدّولي مع نظام بشّار المجرم وروسيا ضدّ أهل أريحا وسوريا عموما، فلا مساءلة ولا ملاحقات قانونيّة عن الجرائم والمجازر التي ترتكب في حقّ المدنيّين، نظام دوليّ لا يبالي ولا يكترث لنداءات واستغاثات الأطفال الأبرياء وهم بين الأنقاض وسيول من الدّماء، نظام دوليّ يصمت عمّا يقترفه هؤلاء فلا يرى ولا يسمع ولا يحرّك ساكنا لما يحدث لأبناء المسلمين في سوريا وليس هذا عنه بجديد؛ فما يُرتكَب في حقّ أبناء المسلمين في كشمير وأفريقيا الوسطى وغيرها من مجازر ومذابح أوضح دليل على سياسته الحاقدة على الإسلام والمسلمين، نظام دوليّ لم يُذِق المسلمين والبشريّة إلّا العناء والشّقاء وعجز أمام ما تعيشه من مشاكل وأزمات عن تقديم الحلول والمعالجات!
يا أهلنا في أريحا:
أليس في ما يقوم به هؤلاء الذين يدّعون المفاوضات والحلول مضيعة للوقت وتفاقم لعدد الشّهداء وقتل للمدنيّين؟ ألم تسقط بعد ورقة التّوت لتكشف لكم عن خبث هؤلاء وتظهر فساد مسعاهم؟ أترقبون منهم حلولا وهم أسرى قرارات دوليّة لا يقدرون على الخروج عنها وعن دائرة ما يفرضه النّظام العالمي الذي يحكمهم؟ أتنتظرون حلولا ممّن أُحكِمت قيودُهم؟!
يا إخوتنا ويا أبناءنا في إدلب:
لقد ظهر لكم جليّا دعم روسيا لنظام الأسد حتّى وإن تطلّب منها ذلك محارق ومجازر لتحافظ على مصالحها التي حقّقتها بتدخّلها المباشر وبالسّيطرة على الموارد الطّبيعيّة وبتأمين قواعد عسكريّة برّيّة وبحريّة وجوّيّة تمكّنها من فرض وجود طويل الأمد في شرق المتوسّط، ستؤمّن بحفاظها على وجود نظام الأسد سببا شرعيّا يبرّر وجودها، إذ ليس من مصلحتها إيجاد حلّ سياسيّ حتّى لا تخسر الامتيازات التي جنتها من تدخّلها في سوريا، فماذا تنتظرون ممّن يستبيح الدّماء ويتفنّن في أساليب تقتيل الأطفال الأبرياء ويسلك سياسة الأرض المحروقة؟
يا أهلنا في سوريا:
لقد مضى على ثورتكم المباركة سنوات وجرّبتم حلولا عديدة وقمتم باتّفاقيّات ولكن... هل تغيّر حالكم؟ هل تغيّر النّظام؟
ثرتم لتغيّروا أوضاعكم فهل تحقّقت أهداف ثورتكم؟ رفعتم شعار ثورتكم "هي لله هي لله" فهل كانت كذلك؟ لقد حُرفت عن المسار فأعيدوها إليه واجعلوها لله وبادروا بالمناداة بنظام ربّكم وتطبيق أحكامه لتكونوا سبّاقين لنصرة دينه وإعادة حكمه وقلع النّظام الرّأسماليّ العلمانيّ الفاسد الذي عاث في الأرض فسادا.
يا أبناء الأمّة المخلصين... يا أهل القوّة والمنعة:
أليس فيكم رجل رشيد يهبّ ليلبّي نداء المستضعفين والأطفال الأبرياء؟! أليس فيكم من يضع يده مع العاملين المخلصين لنصرة هذا الدّين وإعلاء كلمته؟! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
إن أمّة الإسلام حيّة لا تموت ولن تعدم أبناءها المخلصين الغيورين، فاللّهمّ سخّر لها عاجلا من يعيد لها عزّها ويذود عن أبنائها.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
التاريخ الهجري 18 من ربيع الأول 1443هـ
التاريخ الميلادي الإثنين, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021م