أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 4 عوائل غادرت مخيم الركبان الواقع عند الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، ليرتفع إلى 14 عائلة و19 شاباً هم تعداد الذين غادروا المخيم على 6 دفعات إلى مناطق سيطرة النظام منذ مطلع نيسان/أبريل الماضي، وسط معلومات تفيد بأن عشرات العوائل تتجهز لمغادرة المخيم بانتظار الحصول على الموافقة الأمنية من فصيل "مغاوير الثورة".
جاء هذا بعد أن شدد النظام السوري الحصار على مخيم الركبان عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن، حيث واصل للأسبوع الثاني على التوالي حصار المخيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنع دخول الاحتياجات الأساسية ووصول سيارات الأغذية والأدوية للمخيم، وهو ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية من مراكز البيع وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، فضلاً عن انقطاع الأدوية والمحروقات بشكل شبه كامل.
يؤوي مخيم الركبان أكثر من 10 آلاف نازح سوري معظمهم من النساء والأطفال حيث الظروف المعيشية المزرية، إذ أفاد سكان من المخيم، أن قوات النظام وروسيا أقامت نقاط تفتيش لمنع وصول التجار القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لإمداد المخيم بالطعام والأدوية وحليب الأطفال، وقالت وكالة الأناضول إن الأفران الموجودة في المخيم اضطرت إلى استخدام النخالة التي تُستخدم علفا للحيوانات من أجل تلبية احتياجات سكان المخيم من الخبز.
هذا وقد فشل النظام السوري بإغلاق المخيم وإعادة النازحين إلى طغيانه من جديد، فهذا الحصار الحالي ليس هو الأول، فقد قام بمحاصرته مرات عديدة وبمؤازرة النظام الأردني الذي أغلق حدوده في وجه المدنيين العزل ومنعهم من الدخول إلى أراضيه وخاصة بعد عملية التفجير التي حصلت على إحدى نقاط التفتيش الواقعة على الحدود الأردنية السورية عام 2016. هذا وقد طالب الأردن في وقت سابق في حزيران 2019 بعودة الهاربين من ظلم النظام إلى سيطرته، حيث اعتبر وزیر الخارجیة الأردني أیمن الصفدي، أن حل مشكلة مخيم الركبان للنازحین السوریین ھو بعودة قاطنیه لمناطق سيطرة نظام الإجرام الذي هربوا من بطشه وظلمه.
وها هي تركيا أيضا تتحدث اليوم عن ضرورة عودة اللاجئين إلى سوريا من جديد بعد تحميلهم وزر المشاكل والأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد وذلك رغم كل التطمينات والوعود السابقة بحمايتهم، ناهيك عن حملات التحريض والعنصرية التي يتعرض لها اللاجئ السوري في أوروبا كما في الدنمارك وألمانيا، والتي بلغت حدَّ المطالبة بترحيل قسري إلى بلاده.
كل ذلك يهدف إلى إعادة تهجير المهجرين وعودة النازحين إلى حضن الطاغية من جديد، وذلك للقضاء على ثورة الشام المباركة، إذ سعت أمريكا وأدواتها من الدول والعملاء ومنذ انطلاق الثورة، مستعملة في ذلك أدهى أنواع الخبث والمكر، مستنفرة كل أدواتها وإمكانياتها، لإخضاع أهل الشام الكرام إلى إرادة رأس الكفر أمريكا، عبر الحل السياسي الذي ينهي الثورة ويرجع بأهلها إلى حضن النظام وتضيع بعد ذلك التضحيات الجسام التي قدمها أهل الشام هباءً منثوراً، ومن ثم تعود العلاقات الدولية الرسمية كما كانت وكأن شيئاً لم يحدث!
ونحن بدورنا ندعو أهلنا في الشام للثبات رغم كل الصعاب وإلى عدم التنازل عن الثوابت التي قامت لأجلها هذه الثورة المباركة ومن أساسياتها إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه ورفض كل أنواع المفاوضات معه، بالإضافة إلى فك الارتباط بجميع الأنظمة والدول التي تآمرت على أهل الشام وعلى ثورتهم كالنظام التركي وأنظمة دول الخليج كافة.
وأخيرا وأهم شيء ندعوهم للعمل على إقامة النظام الذي سينشر العدل بين الناس كل الناس ويحقق لهم الكرامة والرعاية بكافة أشكالها، إنه نظام الإسلام العظيم الخلافة على منهاج النبوة لنفوز بعز الدنيا والآخرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: https://bit.ly/3t2jHf6