إلى المخلصين من وجهاء المحرر، وإلى المثقفين والمؤثرين وأصحاب الفعاليات والمهتمين بالشأن العام فيه
الأخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أدركوا سفينة ثورتكم قبل فوات الأوان فقد اتسع الخرق... وأنقذوا تضحيات شهدائكم ودمائهم التي بُذلتْ
قبل أن تباع في بازارات الإجرام والعهر السياسي في جنيف وأستانا وسوتشي
ها أنتم ترون بأم أعينكم أين وصل حالنا، وأي خطر يتهددنا وأي مجهول ينتظرنا، ما لم نتدارك أمرنا ونتمسك بثوابتنا ونصحح مسار ثورتنا ونعتصم بحبل ربنا ونعمل وفق أمره ونسعى لتطبيق شرعه.
إن المكائد والمؤامرات كما ترون قد أحاطت بنا من كل جانب وتكالب علينا القريب والبعيد، قتلٌ وتهجيرٌ وتدميرٌ، يرافقه هدن ومؤتمرات ومفاوضات وما ذلك إلا للقضاء على كل عمل صادق مخلص يقوم به أبناؤنا المخلصون لإعادتنا في النهاية إن استطاعوا إلى حظيرة نظام الإجرام ليحكمنا بالكفر وليسومنا – كما كان سابقا – أصناف الظلم والبطش والقهر.
فهل نرضى بأن تُباع دماء الشهداء وتذهب التضحيات هدرا بسكوتنا وتقاعسنا أو نكون كما أمرنا ربنا رجالا يصدعون بالحق ويتمسكون به ويقومون بما أوجبه الله عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد كل ظالمٍ ومتاجرٍ رَكَن إلى أعدائنا أو تآمر معهم. فإذا قمنا بما أمر الله كنا كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بمنزلة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب أما إذا سكتنا وتقاعسنا فالخطر الذي ينتظرنا عظيم عظيم.
وأنتم ترون بأم أعينكم كيف أن أعداءنا يقصفون بلداتنا وقرانا فيدمرون ويقتلون وليجعلونا نرضى بمقررات مؤتمراتهم وبسراب أمنهم الكاذب الذي يُمنُّوننا به، وهاهم في مؤتمر آستانة الجديد يريدون أن يفرضوا ما اتفقوا عليه سابقا من منطقة عازلة وهدنة شاملة تمكنهم من حصر الثائرين المخلصين في منطقة محدودة ضيقة، ويكون ذلك خطوة جديدة للقضاء عليهم.
إننا إخوانكم في حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله: نخاطبكم خطاب الأخ الناصح الذي يدلكم على الخير الذي فيه رضا ربنا وصلاح أمرنا.
ندعوكم كي تستعيدوا قراركم وسلطانكم الذي سُلب منكم بالظلم والتسلط، وأن تقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم وكل من يريد المتاجرة بتضحياتنا وبدماء أبنائنا في سوق الهدن والمؤتمرات،
ندعوكم أن تعملوا جاهدين أنتم ومن حولكم لنصرة مشروع الإسلام العظيم " مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة " ففيه وحده عزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة فهو الوحيد القادر على جمع شتاتنا وتوحيد صفوفنا وتصحيح مسارنا لنحقق الأمن الحقيقي والخلاص الحقيقي مما نعانيه ونكابده من ظلم وقهر فخلاصنا بأيدينا لا بأيدي الدول الإقليمية أدوات أميركا وأذنابها في ديارنا
لقد اجتمع أعداؤنا للقضاء علينا ولا نجاة لنا إلا بالاعتصام بحبل ربنا وأن يقوم كل واحد منا بدوره ويبذل قصارى جهده فيجمع مَن حوله مِن أهله وإخوانهم ليكون الجميع يدا واحدة لاستعادة سلطاننا وتصحيح مسارنا، وليكونوا سدا منيعا لرفض مقررات المؤتمرات الخيانية وهدنها القاتلة، وقوة فاعلة للتحرر من قيود الداعمين، وتحطيم خطوطهم الحمراء، وفتح المعارك الحقيقية في خاصرة نظام الإجرام " الساحل "، وعدم الاقتصار على معارك المحور الواحد ذات الخطر العظيم.
إننا ندعوكم أن تتخذوا مواقف الرجال الرجال التي ترضي ربكم وتليق بكم لتكونوا كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وغيرهم من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا يقولنَّ أحدُنا: (ليس لنا من الأمر شيء وليس باليد حيلة) فالأمر خطير والكيد عظيم ونحن جميعا في مركب واحد إما أن نهلك جميعا أو ننجوا جميعا.
إن تغيير نظام الطاغية وإقامة حكم الإسلام هو واجب على كل مسلم ويجب الاستمرار في ذلك حتى تحقيق الهدف المنشود بإذن الله، ومن الخطأ الوقوف في منتصف الطريق بحثاً عن الحلول الوسط، وإلا كان المصير مظلماً وما حدث في مصر وتونس فيه عبرة لمن يعتبر.
فاحذروا مكر أعدائكم، وارفضوا مقررات مؤتمراتهم التآمرية، وخذوا على يد من يسلب سلطانكم، ويصادر قراركم، ويتاجر بمعاناتكم واسألوهم دائما وعند كل تصرف واستحقاق بلهجة صاحب الحق المحاسب (وماذا عن إسقاط النظام) واستمعوا نصح إخوانكم وكونوا كما أراد لكم ربكم ففي ذلك الفوز والفلاح والنجاة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
حزب التحرير ولاية سوريا
التاريخ 22ذي الحجة 1440ه
الموافق 2019/8/23 م