أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس في10/07/2014م تعيين ستيفان دي ميستورا، النائب السابق لوزير الخارجية الإيطالي، مبعوثاً أممياً جديداً لسوريا، خلفاً للأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي السابق، وشدد بان على أنه "أجرى مشاورات واسعة" شملت أيضاً السلطات السورية قبل أن يعين دي ميستورا في هذا المنصب، داعياً دمشق والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى مساعدته في النجاح في مهمة وضع حد للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتسهيل التوصل إلى حل سياسي "للأزمة". وقال بأن نائب وزير الخارجية المصري السابق رمزي عز الدين رمزي، الذي يرأس حالياً مكتب الجامعة العربية في فيينا، سيساعد دي ميستورا في مهمته.
ولم يُخفِ الروس ارتياحهم لتعيين دي ميستورا هذا وتمنِّي النجاح له في مهمته. فيما أشاد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي باستعداد ميستورا لمواصلة المهمة... وسلوك مسار نحو انتقال سياسي يتواءم مع مبادئ إعلان جنيف، ويفضي في نهاية الأمر إلى تشكيل حكومة حاضنة للجميع، وشجع كيري دي ميستورا على البناء على "العمل الممتاز" لسلفه الأخضر الإبراهيمي قائلاً: "إننا نتطلع إلى دعم المبعوث الخاص دي ميستورا فيما يعمل لتحقيق تسوية سياسية عن طريق المفاوضات؛ وهذا في اعتقادنا هو الطريق الأمثل لمعالجة كافة جوانب هذه الأزمة، وإنهاء النزاع بصفة مستدامة". وقد تزامن ذلك كله مع "انتخاب" هادي البحرة، رئيس الوفد التفاوضي السابق في جنيف، رئيساً جديداً للائتلاف خلفاً لأحمد الجربا. وقد سبق للبحرة تأكيده في نداء للدول الكبرى على ضرورة "أن يرى العالم كيف تأخذ المعارضة المبادرة لمكافحة التطرف في سوريا"!
إنه كما يقال: إن المكتوب يعرف من عنوانه. فهذا التعيين هو تعيين أمريكي، فهو قد حاز رضاها ورضى عميلها النظام السوري المجرم ورضى روسيا. وما ذكره كيري يكشف ما سبق أن ذكرناه سابقاً من أن أمريكا تعتبر حل جنيف هو الأساس الذي سيبنى عليه الحل الأمريكي لسوريا، ومن أنها تهيئ الآن على الأرض الأجواء المناسبة للاقتتال الداخلي وإدخال هذا الاقتتال ضمن حلها تحت شعار "محاربة الإرهاب". الناظر في هذه التعيينات في ظل ما نراه من حراك سياسي وتغييرات إقليمية، ليرى أن القضية هي مجرد تغيير في الوجوه وتبادلٌ قذرٌ في الأدوار بما لا يخرج عن التوجيهات والأوامر الأمريكية ورؤيتها للحل، وهي التي تكيد لثورة الشام ليل نهار. ليتم ما بدأه الإبراهيمي من كيد وتآمر وفتحٍ للطريق أكثر فأكثر للقاء والتفاوض سراً وجهراً بين معارضة الخارج وبين النظام المجرم وكلهم في الإجرام سواء. فهم يتاجرون بدماء المسلمين وتضحيات شهدائهم.
والجدير بالذكر، أن لميستورا تجارب سابقة متعلقة بمهمته الجديدة وخبرةٌ في التآمر على الإسلام والمسلمين؛ فقد شغل عام 2007م منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق، وإلى أفغانستان عام 2010م وكأن من شروط من تُوْكَلُ إليه هذه المهمة أن تكون في خدمة مصالح أمريكا والغرب ولو على حساب دماء المسلمين الزكية التي تهرق، وأرواحهم البريئة التي تزهق. أما دول العالم فكلها متآمرة ومتخاذلة وشريكة في ذلك كله عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن!
أيها المسلمون الصامدون على أرض البطولات في شام النصر والظفر عما قريب بإذن الله:
إن الحل لما وصلت إليه ثورتكم هو بأيديكم لا بأيدي أعدائكم، الأصيل منهم والوكيل والأدوات والصنائع، ولا يغيب عنكم مكائد من سبق من المبعوثين السابقين، الدابي وعنان ومود والإبراهيمي، فانبذوا الجديد والفظوه لفظ النواة فهو لن يحمل إلا سموماً لإجهاض ثورتكم. وأكملوا ما بدأتموه من ثورة جعلتموها لله لإسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، ولا تقبلوا على أنقاض حكمه إلا بحكم الإسلام في ظلال خلافة على منهاج النبوة لا على منهاج غيرها، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
وإننا في حزب التحرير، كنا ولا نزال وسنبقى ناصحين أمناء لهذه الأمة المعطاء، نرسم لها طريق الخلاص، ونبين لها ما يجب أن تفعله لتنعم بثمرة تضحياتها وجهود أبنائها وتضحيات شهدائها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
قال تعالى: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }.
وقال عز من قائل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }.
14 رمضان 1435هـ
12/07/2014م
حزب التحرير
ولاية سوريا