الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وعلى من تبعه فترسَّم خُطاه، فجعل العقيدة الإسلامية أساساً لفكرته والأحكام الشرعية مقياساً لأعماله ومصدراً لأحكامه، أما بعد..
أيها المسلمون في كل مكان...
يسرنا في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أن ننقل للأمة الإسلامية جمعاء، تهنئة أمير حزب التحرير، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله تعالى بعيد الأضحى المبارك، كما ويسرنا أن ننقل تهنئته لشباب وشابات حزب التحرير الذين يصلون ليلهم بنهارهم في مقارعتهم لأنظمة العهد الجبري، وكفاحهم لإعلاء كلمة الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها عبد الله ورسوله ﷺ.
يطل علينا هذا العيد في وقت تتعرض الأمة فيه لحملات التحالف الصليبي الاستعماري الذي يهدف إلى إجهاض ولادة دولة الخلافة التي بشر بها ﷺ، ومن ذلك تكالب دول الكفر؛ فرنسا وبريطانيا وروسيا للمشاركة في سفك دماء المسلمين في سوريا والعراق تحت زعم محاربة تنظيم الدولة، بينما يتنافس حكام إيران وحكام الخليج في تأجيج أتون الحرب في اليمن الذي كان سعيدا، اليمن الذي وصف خيرُ البشر ﷺ أهلَه بأنهم أهل حكمة وإيمان، ومع ذلك انجرّ بعضهم وراء زعامات خائبة ينفذون مخططات ماكرة يقتتل المسلمون فيها، غافلين عن قول رسول الله ﷺ «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»، ومعرضين عن قوله ﷺ «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، مخالفين وصيته الجامعة للأمة في خطبة الوداع التي شدد فيها على عظم حرمة دم المسلم: (خطبنا النبي ﷺ يوم النحر قال: «أتدرون أيَّ يوم هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس يومُ النحر؟» قلنا: بلى. قال: «أيُّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: «أليس ذو الحجة؟» قلنا: بلى. قال: «أيُّ بلد هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى. قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟» قالوا: نعم. قال: «اللهم اشهد، فليبلغ الشاهدُ الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».)
ولكن برغم ما حدث ويحدث للأمة فإننا كلنا على ثقة بوعد الله بإظهار دينه على الدين كله، وبتحقيق بشرى رسوله ﷺ بأنه بعد مرحلة الحكم الجبري، الذي ندعو الله أن نشهد زواله، ستكون خلافة على منهاج النبوة، وعسى أن تكون قريبا.
إننا إذ نهنئ الأمة كافة بعيد الأضحى المبارك لنغتنم هذه الفرصة لنذكر المسلمين جميعا وأولهم قادة وضباط الجيوش وأصحاب القوة والقدرة على التغيير، نذكرهم بواجبهم الشرعي في العمل لإعلاء كلمة الله وتطبيق شرعه، ولا يكون ذلك إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ولئن قصّر القادة والضبّاط فعلى الأمة جمعاء واجب الضغط عليهم وحملهم على الاستجابة لأمر الشرع ومطلب استئناف الحياة الإسلامية والتحرر من ذل التبعية للغرب الكافر. والحق سبحانه يفرض على المؤمنين الموالاة في الله والمعاداة في الله بوصفهم مؤمنين متحدين برباط العقيدة الإسلامية، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.
وإني إذ أنقل لكم وللأمة الإسلامية جمعاء تهنئة رئيس المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وجميع العاملين فيه، لأتضرع إلى المولى عز وجل أن يأتي العيد القادم والأمة الإسلامية تعيش في ظل راية العُقاب، وأن تكون قد توحدت وانتصرت وعزَّتْ بإذن الله، وعادت تتربع مركز الصدارة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم يا حي يا قيوم يا حنان يا منان، يا من رفع السموات بغير عمد نراها، أكرمنا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة عاجلا غير آجل، وبمبايعة الخليفة الراشد ليقود الأمة إلى تحرير البشرية من رجس عبودية البشر ولإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن ظلم الحضارة الرأسمالية النتنة إلى عدل الإسلام ورحمته.
تقبل الله طاعاتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
ليلة عيد الأضحى المبارك لعام ألف وأربع مئة وستة وثلاثين للهجرة
التاريخ الهجري 09 من ذي الحجة 1436
التاريخ الميلادي 2315م
رقم الإصدار: 1436هـ9
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير