نشر موقع القدس العربي وغيره من المواقع الأخرى بتاريخ 1015م، على صفحاتهم نقلاً عن "الأناضول للأنباء" موضوعاً بعنوان (صراع رايات بمناطق المعارضة في حلب)، ذكر فيه من التضليل والمغالطات ما لا يخفى على كل من يعرف حزب التحرير، مستخفِّين بعقول القراء دون التحلي بالقليل من المصداقية أو الموضوعية؛ حيث صَّور الموضوع الصراع في حلب على أنه صراع على الرايات، ولكنه في حقيقته صراع بين مشروع الخلافة الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشروع الغرب الكافر دولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة، وهذا السبب الرئيسي لوقوف العالم أجمع خلف طاغية العصر بشار والسكوت عن إجرامه بحق المسلمين في أرض الشام. فقد ذكر الكاتب أن (التوتر الذي شهدته مدينة حلب هو بين حزب التحرير وناشطي الثورة السورية، بعد قيام حزب التحرير بإزالة وتمزيق "أعلام الثورة" مستعينين بذلك بعدد من الفصائل الإسلامية)، وأضاف الموقع (وقام الناشطون بعد احتدام التوتر برفع دعوى ضد عناصر حزب التحرير إلى دار القضاء الشرعي الذي اعتقل شخصين ينتميان للحزب...).
إن الموقع يشير بذلك إلى ما حدث يوم 4-4-2015 في حلب حيث كانت مجموعة تحتفل بعلم سايكس بيكو لسوريا فوقفت في وجهها فصائل إسلامية وأنزلت علم سايكس بيكو ورفعت مكانه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة سيئة في نفس ناقل الخبر للموقع فقد زج حزب التحرير في القضية، وكل صاحب بصر وبصيرة، إلا من أعمى الله قلبه، يعلم أن حزب التحرير لا يقوم بالأعمال المادية، وأنه يعمل بجد واجتهاد وبعزم وهمة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وبالطريقة نفسها التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم دونما استعمال الأعمال المادية.
والغريب أن ناقل الخبر أو ناشره لم يذكر حشود المسلمين في 27-3-2015 التي سارت في تلك المنطقة وما حولها ترفع راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبدلاً من ذلك عمد الموقع إلى تحركات مجموعة قليلة تحتفل بعلم سايكس بيكو وسلط الضوء عليها بأنها ناجحة! وهي لا تساوي عشر معشار حشود المسلمين في 27-3-2015 التي كانت تصدع بقوة وهي ترفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم!، فانتبه الموقع لمجموعة قليلة ولكنه غفل عن مجموعات حاشدة!
أما عن اعتقال شابين من شباب الحزب، فإن الذين اعتقلوهم يدركون أنهما لم يقوما بأي عمل مادي، لأن الحزب لا يقوم بالأعمال المادية، وإنما اعتقلوهما لكلمة الحق التي صدعوا بها، وهذه الكلمة أحدّ من السيف على الظالمين. والغريب العجيب أن أولئك الذين يعتقلون شباب الحزب، يتصرفون كأنهم على شيء من السلطة، وهم ليسوا على شيء!، فليتقوا الله في دينهم و ليتقوا الله في حملة الدعوة.
لقد تعرض الحزب إلى ملاحقات واعتقالات ممن هم أشد من هؤلاء الصغار قوة وأكثر جمعاً فما ضعفت للحزب قوة ولا وهنت له عزيمة، والأيام دول، فمن رأى نفسه اليوم قادراً على أن يظلم الناس ويعتقلهم، سيرى نفسه غداً أوهن من بيت العنكبوت ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.
أما ما ادعاه ناقل الخبر أو ناشره من تصريح منسوب لرئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب أنه (استبعد تورط عناصر من الحزب بالأحداث التي جرت، ونسب الأمر إلى تصرف فردي، وأن الحزب ليس مسؤولاً عنه) فلا ندري كيف اختلق هذا التصريح..! فهو كذب مفضوح دونما حياء! ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : «... إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» أخرجه البخاري.
لقد كان الأولى لصاحب الموقع أن يتثبت من الأخبار التي تصله حتى لا يصبح نادماً على ما يتهم به الحق وأهله.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيْبُواْ قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِيْن)
التاريخ الهجري 22 من جمادى الثانية 1436
التاريخ الميلادي 1115
رقم الإصدار: 23036
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير\ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب