أكدت الرئاسة السورية أن إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا "تـمَّ بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها الرئيس بشار الأسد للرئيس فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية في إطار مبادرة الرئيس بوتين لمكافحة الإرهاب".
إن دخول روسيا على خط المواجهة الأول؛ مستهدفة بطيرانها عدة مناطق في حمص وحماة؛ أثبت للجميع أن مكافحة الإرهاب لا يقتصر على تنظيم الدولة فحسب؛ بل يخضع لمعايير تتعلق بمصالح الغرب وعملائه، وأثبت أن الغرب يضع جميع الفصائل في سلة واحدة؛ دون تمييز بين جيش حر وإسلاميين، وقد وضع هذا التصنيف وسوَّق له إعلامياً لضرب الفصائل ببعضها البعض ليس إلا، وهذا ما اثبتته الضربات التي تلقتها الفصائل بمختلف أنواعها ومسمياتها؛ سواء في بلدة أطمة من قبل؛ أم في ريف حمص وحماة.
كما ثبت أن من يدعي صداقته للشعب السوري؛ ومن يدعم هذا النظام؛ هم في خندق واحد ضد ثورة الشام، فبلدة أطمة قصفت على أيدي التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا الذي يضم دولاً تدَّعي دعمها وصداقتها للثورة السورية، وحمص وحماة قصفت على أيدي روسيا داعمة النظام المجرم. إنها مهمة واحدة: حماية النظام السوري المتهاوي، وأضيف إليها مهمة طارئة للروس... فكلهم أعداء للإسلام والمسلمين، وملة الكفر واحدة {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}.
إن هذه الضربات تأتي في سياق إنعاش النظام المتهاوي الذي أوشك على الانهيار، كما تأتي في سياق الضغط على الفصائل والحاضنة الشعبية على السواء؛ لإخضاعها للإرادة الدولية في الجلوس على طاولة المفاوضات مع نظام مجرم عميل؛ تفضي إلى حل سياسي على الطريقة الأمريكية، وإنَّ شنَّ روسيا لضربات جوية في سوريا لم يكن ليحدث دون ضوء أخضر من أمريكا؛ التي تسعى لزج العالم معها في محاربة ما يسمونه الإرهاب؛ وهذا ما أكده مسؤول أمريكي حيث قال: " إن روسيا أخطرت أمريكا مسبقاً بأنها تعتزم شنَّ ضربات جوية هناك". وتعمل كل من أمريكا وحليفتها روسيا على التنسيق المشترك لتفادي نشوب صراع دون قصد أثناء الضربات الجوية التي يشنها في سوريا؛ وفق ما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
إنه تقاسم للأدوار في مسلسل الجرائم التي ترتكب في حق أهل الشام على مرأى من العالم أجمع، والذي يقف صامتاً دون أن يحرك ساكناً، ويشارك في هذا الصمت حكام المسلمين الخونة؛ وعلى رأسهم دول الخليج التي أطلقت عاصفتها في اليمن خدمة لأسيادها؛ بينما وقفت متفرجة على دماء المسلمين التي تسيل على أرض الشام، بل هي شاركت ولكن من وراء حجاب، ومن غير إعلان. والنظام التركي الذي أصم آذاننا بتصريحات جوفاء لم نرَ لها أثراً، بل شارك مع أعداء الله في حلف صليبي مقيت ضد ثورة الشام؛ بعد أن فتح قواعده العسكرية لتكون منطلقاً لطائراتهم.
أيتها الفصائل في شام العزة:
لم يعد هناك مجال للشك بأن أمريكا تقود حرباً عالميةً ضد المسلمين في أرض الشام، وما ذلك إلا لأنهم أعلنوا أن ثورتهم هي لله؛ وأن قائدهم محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ وطالبوا بعودة الخلافة على منهاج النبوة، فتخلى عنهم العالم أجمع؛ بل وتآمروا عليهم؛ وقادوا حرباً ضدهم ليردُّوهم عن دينهم إن استطاعوا. قال تعالى:{ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } ولذلك فإننا في حزب التحرير-ولاية سوريا؛ ندعوكم إلى رص الصفوف والتوحد حول مشروع يرضي ربكم؛ لتستحقوا بذلك نصره، فلم يعد لكم بعد اليوم عذر في تفرقكم، فقد توحد أعداء الله على قتال المسلمين في أرض الشام فكيف تعذرون بتفرقكم واختلافكم؟ فأجمعوا أمركم؛ واعتصموا بحبل الله المتين؛ واقطعوا كل الحبال مع غيره، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.
أيتها الجيوش في بلاد المسلمين:
أنتم أبناء الأمة الإسلامية ودرعها المنيع، وقد تسلط عليكم حكام عملاء باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، وجعلوا منكم أداة للحفاظ على حكمهم؛ وإجهاض كل محاولة للإطاحة بهم، وهذه أرض الشام خير دليل على ما يراد لجيوش المسلمين، فلا تجعلوا من أنفسكم مطية لهم؛ وانفضوا عنكم غبار الذل والعار؛ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين؛ بأن تنصروا إخوانكم في أرض الشام، فقد تخلى عنهم حكامكم؛ وأسلموهم لأعداء الله، وإننا نحذركم غضبة الله نتيجة طاعتكم لساداتكم؛ وتقاعسكم عن نصرة المسلمين. قال تعالى:{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}. فأعيدوا سيرة الفاتحين؛ وسجلوا موقفاً يحسب لكم عند الله سبحانه وتعالى، فتكونوا خير خلف لخير سلف؛ فيجمع الله بكم أمة الإسلام تحت راية واحدة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
التاريخ الهجري 17 من ذي الحجة 1436هـ
التاريخ الميلادي 0115م
رقم الإصدار: 24436
المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا