حيث لا يزال الغرب الكافر يحاول إجهاض ثورة الشام المباركة المرة تلو الأخرى، ويستخدم في ذلك كل الوسائل والأساليب؛ وليس آخرها ما حصل في مؤتمر الخزي والعار "مؤتمر الرياض" الذي يسعى من خلاله إلى الإيقاع بأهل الشام في حبائله؛ وتجميع الفصائل وتوحيدها خلف قيادة سياسية عميلة له تضم الائتلاف الوطني وغيره ممن صنع على عين أمريكا؛ لتخوض غمار مفاوضات نقل السلطة إلى العميل الجديد؛ وتثبيت العلمانية كنظام للدولة في الشام عقر دار الإسلام. وقد زامن انعقاد هذا المؤتمر هدنات تديرها أمريكا لصالح النظام بعقدها بينه وبين بعض فصائل المعارضة المسلحة... وقد أصدر حزب التحرير حول هذه الأحداث منشوراً بتاريخ 1115م بعنوان "شرّان مستطيران في قَرَن" هُدنات في الداخل السوري... ومفاوضات في الخارج السعودي جاء فيه: "إن الذي يتدبر مجريات تلك الهدنات وتلك المفاوضات يجد أنها نتاج مخططات خبيثة حاقدة على الشام عقر دار الإسلام، تحوك خيوطها دول الغرب والشرق بزعامة أمريكا الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وأن الذي يزودها بتلك الخيوط هم العملاء والأدوات من نظام الطاغية وأعوانه، والحكام العملاء في البلاد المجاورة، وبعض أطياف المعارضة السياسية والعسكرية التي تلبس لبوس المقاومة للطاغية فتهادنه، وتلبس لبوس المعارضة فتفاوضه" وجاء فيه أيضاً: "إن إنعام النظر في خلفيات المؤتمر ودواعي انعقاده يتبين أنه بعد أن فشلت أمريكا في جعل صنائعها من ائتلاف وفصائل معتدلة أو معدلة تجد قبولاً من أهل الشام، فتكون العميل البديل التالي للعميل الحالي، عمدت إلى طاغيةٍ في أرضٍ طاهرة ظناً منها أنه يستطيع أن ينجح فيما فشلت فيه لأنه يملك التمويل والتضليل".
وحيث إنهم استخدموا مصطلح توحيد المعارضة والاعتصام كثيراً كمطلب للفصائل والمسلمين في أرض الشام، وجعلوه هدفاً للمؤتمر، وجعلوا من التوحد لمجرد التوحد مطلباً؛ دون التوضيح على ماذا يتوحَّدون، وبأي شيء يعتصمون، وهم لو وضحوا لقالوا نريد التوحيد أن يكون من أجل محاربة مشروع عودة الإسلام إلى الحكم، نريد أن يقاتل المسلمون بأيديهم هذا المشروع... من أجل ذلك كله؛ فإننا، في حزب التحرير- ولاية سوريا، نعلن عن إطلاق حملة بعنوان: "بحبل الله لا بحبائل الغرب"؛ لنضع النقاط على الحروف، ولنبيِّن أن الاعتصام والتوحد لا يكون إلا على ما يرضي الله سبحانه وتعالى، لا على ما يرضي الغرب. ولا يكون إلا على مشروع الخلافة الراشدة؛ الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا على مشروع الدولة المدنية الديمقراطية؛ الذي يريد أن يفرضه علينا الغرب الكافر. وندعو المخلصين كافة إلى رفض أي توحد أو اعتصام بغير حبل الله، وقطع كل الحبائل مع الغرب الكافر وعملائه، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...).
التاريخ الهجري 5 من ربيع الأول 1437
التاريخ الميلادي 1615
رقم الإصدار: 00437
المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ولاية سوريا